عاش البلد ازمة خطيرة بفعل تواجد نوري المالكي على كرسي الحكم , حيث كان عهد ازمات وفتن وعداء مع الكل , مما دفع البلد للانزلاق نحو الحرب الاهلية والتقسيم ! مع ضياع الوقت وهدر المال العام !وصولا الى الفتنة الكبرى بظهورعصابات الدواعش , المدفوعة عالميا لتدمير المنطقة.
فسقطت الموصل بليلة حالكة السواد وبرائحة الخيانة بيد الدواعش !وتلاها سقوط تكريت , وتدهور الوضع سريعا , مع انهيار كبير لنفسية الجيش العراقي والشعب .
وهنا كان موقف المرجعية الرشيدة ليعيد الامور لنصابها , فما ان اطلق فتواه في 15 شعبان بالجهاد الكفائي , حتى انقلب الوضع وارتفعت الروح المعنوية للجيش , وأخذ يشعر بالقوة والحماس للعودة والنصر ، واصبح صاحب قضية (أكون أو لاأكون) ، مدعوماً بفتوى مرجعية الابوة الروحية لكل العراقيين. بالاضافة لتوحد العراقيين على اختلاف رؤاهم مع فتوى المرجعية الرشيدة وتشكل سرايا الحشد الشعبي .
وفيما يخص قضية تشكيل الحكومة بقي المالكي مصرا على الولاية الثالثة مع تاييد جماعة دولة القانون , وكانت التوقيتات الدستورية تضغط على التحالف الوطني , واستمرت الناقشات بين كيانات التحالف الوطني عقيمة! بسبب اصرار المالكي على التمسك بالكرسي . والحل لا يظهر للوجود ! مع اصرار المختلفين داخل التحالف الوطني على مواقفه.
وهنا كانت كلمات المرجعية الرشيدة هي التي تفتح افاقا للحل , بدعوته الساسة لعدم التشبث بالمناصب , ودعوته الشهيرة للتغيير . مما احدث شرخا كبيرا داخل كتلة المالكي , بالمقابل تمسك التحالف الوطني بكلام المرجعية مما اعطاه قوة كبيرة ,وجعل المبادرة تكون لصالحه وانزوى المالكي وحيدا .
ومع تسابق الزمن الدستوري للنفاد كانت تزداد عزلة المالكي , ومعها تفككت كتلته ,حاول المسكين ان يشعر الاخرين بقوته عبر خطاباته المتشنجة , لكنها مجرد احلام خاسر , لا تنتمي للواقع , فما ان حل منتصف الليل حتى ظهرت بوادر الحقيقة الجديدة , عندما تم تكليف الدكتور حيدر العبادي لتشكيل حكومة , بقوة الفعل للتحالف الوطني . ولم يبقى امام المالكي الا الاعلان عن نهايته السياسية والتسليم لواقع التغيير.
وهنا يتضح الدور الكبير للمرجعية الرشيدة في كبرى الازمات فهي المحرك الاكبر نحو الحل ولملمة جراح الوطن .
الان يتحتم على التحالف الوطني ان يدرك جيدا انه اليوم اقوى بسبب التزامه براي المرجعية العليا , فهذا الامر اعطاه قوة كبيرة وحقق نوع من التوحد بين مختلف كياناته السياسية. فالانسجام مع المرجعية والاستمرار بسماع التوجيهات يكون في صالح التحالف الوطني .
ولذلك نطالب التحالف الوطني اليوم ان يكمل النجاح الذي تحقق عبر سير التحالف مع فتوى المرجعية الرشيدة , في الاسراع بتشكيل حكومة قوية منسجمة , وبيدها برنامج حكومي واضح ومعلن , تعمل به لاصلاح ما افسدته الحكومة الماضية.