23 ديسمبر، 2024 3:31 ص

التحالف الوطني وزعامته

التحالف الوطني وزعامته

أعيد تشكيل التحالف الوطني من جديد، والذي كلف رسميا من قبل رئاسة الجمهورية، بطرح مرشحه لرئاسة مجلس الوزراء، ونجح التحالف بعد مخاضات طويلة وعسيرة، بتشكيل الحكومة الإتحادية، ودحض جميع إدعات المراهنين على فشله، وتفتته إلى كتل صغيرة .
مر التحالف الوطني طيلة الدورة النيابية السابقة، بحالة من الفتور أو الإقصاء بإتخاذ القرارات، بسبب هيمنة وفرض حالة من الديكتاتورية على هذه المؤسسة الوطنية، التي فرضت من بعض المهيمنين على السلطة، فضلا عن إفتقاده لنظام داخلي يتم بموجبه رسم السياسات والخطط المستقبلية،  وما أمر الحقيقة التي يفترض أن تقال كانت قيادة التحالف إبان الحقبة الماضية، لم تتمتع بأي نوع من القوة اللازمة والتأثير لفرض ما يقرره أعضاء التحالف بصورة أو بإخرى، بإعتباره المؤسسة التي ترجع إليها الكتل المنضوية تحت لواءه .
في ظل الإنتهاء من ملف تشكيل الحكومة، يتجه التحالف الوطني وبكل قوة إلى ترتيب بيته الداخلي ولملمة الأوراق المبعثرة، عدة من القضايا والتحديات ستواجه اعضاءه في المرحلة المقبلة؛ رئاسة التحالف، النظام الداخلي، وحدة التحالف، وما إلى هنالك من الأمور التي لابد من حلحلتها .
المهمة الصعبة التي ينتظر حلها بفارغ الصبر، مهمة إنتخاب رئيسا للتحالف، فرئيسه لابد من تمتعه بنوع من التأثير السياسي والقوة وأن يحضى بمقبولية واسعة لدى كافة التكتلات والقوى الوطنية .
مواصفات قل ما نجد لها نظيرا في الواقع السياسي، دعنا نرجع لفترة ما بعد عام 2006، والتي إتسمت بالوضوح، في وقتها كان الإئتلاف الوطني الموحد، يقوده الراحل عبد العزيز الحكيم، جميع الكتل من شتى التوجهات داخل الإئتلاف أو خارجه كان يطلب منه المشورة والنصيحة، كان قائدا فذا يتمتع بشكل كبير بالمقبولبة الوطنية، وإمتلاكه للمقدرة الكافية على التأثير السياسي، الحوار الهادئ كان سمته، الإصغاء إلى هموم الساسة، الإيثار الصفة التي لازمته إلى حين رحيله .
الشخصية الاقرب لتولي هذه المهمة، والتي لم تكن مجرد صدفة، فالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، عمار عبد العزيز الحكيم، والذي تربى في مدرسة لطالما عرفت بإعتدالها، وإمتلاكها التأثير الكبير، رجل أثبت جدارته، بقيادته مفاوضات تشكيل الحكومة، واطلاق المبادرات التي من شأنها إصلاح الوضع السياسي، طرح هموم المواطن داخل الأروقة السياسية، وحظي بجميع الصفات التي حظي بها أبوه الراحل  .
بناء التحالف على وفق رؤية مؤسساتية،  متمتعا ببنظام داخلي رصين، أن يؤثر ولا يتأثر، مرجعا أساسيا لكافة كتله، خضوع رئيس الوزراء له بوصفه الرحم الذي انبثق منه، والحبل الذي يشد به ظهره عند مواجهته للمشاكل التي ربما تصادفه، هذه أهم المتطلبات التي لابد من أن يحضى بها التحالف الوطني في المرحلة الحالية .