20 مايو، 2024 2:21 ص
Search
Close this search box.

التحالف الوطني وتحالف القوى ومرحلة النضوج السياسي

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم اكن اتوقع انه من الممكن ان يجمع تحالف القوى العراقية او غالبيتهم على امر معين بحيث يكونوا سباقين لتحقيقه دون ان يلاقي هذا الامر معارضة او عراضا من قبل بعض قيادات هذا التحالف، كما انني لا اتوقع ان يجمع التحالف الوطني على امر معين دون وجود معارضة من بعض كبار قادته او مقاطعتهم.

في النموذجين السابقين نعلم جميعا ان المقاطعة وان كانت تاتي منمقة الا انها تضمر في الخفاء امورا اكثر سوء وتقاطعا وتشرذما على الرغم من ان التحالف الوطني هو الانجح في اخفاء تقاطعاته مع العلم ان هذا التقاطعات هي افضع واكبر.

ظل هذا سياناريو التقاطعات سائدا في التحالفين الكبيرين حتى منتصف تموز، حين تمكن سليم الجبوري رئيس البرلمان واحد قادة تحالف القوى من مخالفة المعهود وجمع تحالف القوى في مؤتمر كانت كل قياداته الكبيرة حاضرة وبقوة، ومن تغيب فكان حريصا على الحضور في مؤتمر المساندة في اربيل والذي اقيم في ذات التوقيت وبرعاية الجبوري ايضا.

والجدير بالذكر انه حتى من تخلف من بعض اعضاء مجلس النواب عن تحالف القوى لم يوصم المؤتمر بالشبهات او يقذفه بالتهم كما كان معهودا، وانما كان معترضا على بعض الاجراءات البسيطة التي جعلته يقرر عدم الحضور في اللحظة الاخيرة، وهو يشيد بذات الوقت بهذا الاجماع غير المسبوق، اما البعض الاخر ممن حضروا مؤتمر13 بقيادة محمود المشهداني رئيس مجلس النواب الاسبق والذي اثبت فشله قبل ان يبدأ على الرغم من العنوان الكبير الذي حمله، علما ان المشهداني قد زار الجبوري قبل عقد مؤتمره واعلن تضامنه مع مؤتمر 15 تموز بينما ذهب بقية النواب ممن حضر مؤتمر 13 ليحضر مؤتمر اربيل الداعم.

اعتقد ان هذه انتقالة كبيرة لتحالف القوى العراقية، وخطوة واسعة ربما تجعل بعض النواب الذين خدعتهم بوصلتهم غير الناضجة سياسيا في تحديد الاتجاه الصحيح ان يعودوا وهذا ما تلوح بوادره في الافق، لكن ولكي نكون واقعيين فان معارضا واحدا ظل على سياقه القديم وبشكل علني ولاذع وهو عبدالرحمن اللويزي وهذا الرجل معروف في توجهاته وارائه المنبثقة من بوصلة لا تتجه سوى الى المال والكسب حتى لو كان المغرم اي شيء، وهذا ما صار معروفا في الشارع (السني) حسب التسميات الحديثة.

هذا ما كان من تحالف القوى، ولا ادري هل يتمكن التحالف الوطني من قطع ذات الشوط وتكسير كل الجليد بين قياداته؟ والاجماع على امر واحد، والاعلان ان تجمع التحالف الوطني لا ياتي من صبغة طائفية او من اجل اهداف تخص مكون بعينه كما فعل تحالف القوى، ربما نعم اذا تولت ذلك بعض القيادات التي اثبتت جدارة في ميدان السياسية وقطعت شوطا مهما وادارات مرحلة خطرة ونجحت في اداراتها. لكن يبقى السؤال هل يستطيع التحالف الوطني المجازفة واعلان ذلك في هذه المرحلة والتخلي عن مبدأ الطائفية قبيل الانتخابات؟ هذا ما ستكشفه الايام المقبلة..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب