التحالف الوطني؛ كانت انطلاقة تأسيس الائتلاف العراقي الموحد(سابقا) التحالف الوطني(حاليا)، الذي ضم كل الكتل الشيعية، وكان هدفه هو بناء مؤسسة متكاملة تضم كل الطيف الشيعي، تكون لها زعامة واضحة ويكون قرار التحالف موحدا ومؤثرا، لكن لم نرى ذلك الدور منذ رحيل زعيم التحالف “عبدالعزيز الحكيم”.
كانت الفترة الذهبية للتحالف الوطني، هي فترة زعامة “عبد العزيز الحكيم” له، حيث كان لهذا التحالف ثقله وقراراته المتزنة، حيث كان “الحكيم” محور العملية السياسة آنذاك، كانت رؤية بأن يصبح هذا التحالف مؤسسة متكاملة بكل شيء، ويكون له الثقل الاكبر داخليا وخارجيا، لم يكن “الحكيم” ممثلا للمجلس الاعلى فقط ولا التحالف بل كان ممثل للعراق اجمع، يحظى بمقبولية الكل لكن بعد وفاته تشتت هذا التحالف.
عندها الت زعامة التحالف بعده الى “ابراهيم الجعفري”، الذي شهدت فترة وخصوصا بعد انشغاله بوزارة الخارجية انبثاق الخلافات واضعاف التحالف، عدم الاتفاق بالرأي والخلاف الشيعي الحاد داخله، حينها قرب التحالف من الانهيار، ثم بدء حراك جدي مع كل الاطراف لإعادة هيبة التحالف، فكان نهاية هذا الحراك الاتفاق على انتخاب زعامة جديده له، و يكون انتخابه بأجماع البيت الشيعي، زعيم يمتلك مؤهلات الزعامة قريب من كل الوان الطيف العراقي، عارف بخفايا التحالف و يعلم اين يكمن سر تراجعه، فاختاروا “عمار الحكيم” زعيما له.
اختيار موفق بهذا الوقت الحرج بعد انحراف واضح للتحالف، تكون المسؤولية كبيرة على “عمار الحكيم”، الذي لديه القدرة على ارجاع مؤسسة التحالف فاعلة وحقيقية، وعدم احتكار التحالف الى جهة معينة، ولا يبقى هذا التحالف فعالا فقط عند الازمات او وقت الحاجة فقط، بل يكون مؤسسة فاعلة في كل الاوقات، ويكون القرار داخله تشاركيا بأجماع الكل عليه، وبالإضافة الى ذلك ان “الحكيم” يحظى بمقبولية وطنية كببره، فهو قريب من المسلم والمسيحي والشبكي و الايزيدي و العربي والكردي، لأنه معتدل والكل تشير له بالبنان، اتضح ذلك جليا بمباركة الكل له بعد تسلمه زعامة التحالف.
رغم كل هذا يبقى شيء ربما لم يحن وقته اليوم، هو مرحلة ما بعد تحرير الموصل وأثرها، فزعيم التحالف الجديد يعي خطورة تلك المرحلة جيدا، رغم كل الازمات والعمل الذي ينتظر “عمار الحكيم” في قادم الايام، فقد كان مستعد لها و استقبلها برحابة صدر، وتقبل المسؤولية الملقاة على عاتقه ولم يتهرب منها، لأن لديه رؤية مستقبلية واضحة وحلول ناجعة لكل ما ذكر من مشاكل، وبين انه سيعيد رونق التحالف كما كان في عهد ابيه.
النتيجة ان منصب زعامة التحالف ذهب الى من اختارته الكتل، قادر على ادارة الازمة الحالية والخروج منها، ولديه الاستعداد الى تلافي مرحلة ما بعد تحرير العراق، صاحب مشروع وطني حقيقي، رغم كبر المسؤولية وثقل المنصب، الا انه استقبله برحابة صدر لا لشيء، فقط ليسعى الى ارجاع التحالف الى مكانة المستحقة.