تشكل التحالف الوطني, ليكون معبرا عن أحلام الأغلبية, التي تم تغييبها طيلة عقود طويلة من الزمن, وان يكون عامل استقرار للبلد, ومن خلاله وجوده يمكن تمرير القوانين المهمة, التي تحفظ وحدة البلد, وتحقق العدالة الاجتماعية, ومع عسر الولادة تم الأمر, وولد التحالف الوطني في وقت عصيب, مقطع زمني مصيري للعراق, فنجح في تحقيق الآمال بمسيرة صعبة, وظروف مرعبة, نعم لم يتحقق كل ما نحلم به, لكنه حقق الممكن, ولو تمت الفرصة كاملة له, لكان البلد بشكل أخر.
ينجح كل كيان سياسي , بشرط إن يتكاتف أعضائه, ويكونوا كالجسد الواحد, يقومون بتنفيذ برنامج واحد, وباردة متحدة يخلقون المعجزات.
كان التحدي الأكبر الذي واجهه, في السنوات الماضية, هي سعي احد مكوناته للتفرد, وتهميش باقي أعضائه, وكان يملك أدوات كبيرة للضغط, فكانت السنوات الأخيرة صراع كبير, بين إرادة التفرد, وبين إرادة الجماعة الصالحة, فكانت النهاية ساحقة, بسحب البساط من رمز التفرد, وإبعاده عن دائرة القرار, وإعادة مشروع التحالف الوطني للواجهة من جديد, فكانت خطوة جبارة, وتمثل الدور المطلوب منه عراقياً, في انتشال الوضع, وتحقيق إرادة الشعب بالتغيير.
حمل التحالف الوطني مسؤولية كبيرة, في الدفع بالحكومة الجديدة لتحقيق النجاح, والوقوف ضد التحديات الكبيرة, التي أوجدها الانبطاحيون, عبر سنوات حكمهم المتأزمة, فارثهم ثقيل بفعل فوضويتهم, وفساد عصرهم, الأمر الأخر هو الالتزام ببرنامج حكومي رصين, تم قبوله من كل أطياف الشعب العراقي, فكانت النجاحات الأولى, هو الانفتاح إمام دول الجوار, بعلاقات ودية متبادلة, ثم تحقيق اتفاق اربيل النفطي, وتلاها أقصى القيادات العسكرية المتسببة بسقوط الموصل.
لكن بقي بعض المغردين خارج السرب, يسعون لوضع العوائق, كي تفشل التجربة, وتعود الكرة لهم, فيحشدون الجهود لإفشال التجربة.
هذا التحدي الكبير يحتاج لقيادة, فكل كيان من دون رأس لا يعمر طويلا, مهما كان الانسجام كبيرا بين مكوناته, لذلك اليوم التحدي الجديد إمام التحالف الوطني, هو باختيار قائد للتحالف, يمثل ثقل كبير, ومقبولية عراقية واسعة, مع فكر واسع, ورؤية بعيدة للإحداث, وهذه المواصفات نجدها اليوم متمثلة بالسيد عمار الحكيم, فهو يمكنه إن يحقق النجاح للتحالف, ويؤسس لتجربة فريدة في حياة العراقيين, عبر حكم الجماعة الصالحة, وسعيها لتحقيق العدل.