رسائل عديدة وصلت للشيخ الجليل بن بطوطة, في رحلاته العملاقة في أرض العرب, وأسئلة كثيرة منها, هل رأيت في يوم من أيامكم ساحة للتزلج الطيني في الهواء الطلق، وتحت أمطار الثلوج التي تداعب الأطفال، وكأنهم في مدينة ألعاب سويدية, وقت الشتاء القارص؟! فأنتم أصحاب القلم وما تسطرون, من مشاهدات وحكايات, أصبحتم اليوم في امتحان حقيقي, ونقل الصورة المشرقة في وصف الأشياء, خاصة في تكاتف التحالف الوطني وتوحيد كلمته، وقد أيقنا أن الرب ليس بغافل عما يعمل الظالمون!.إنطلق التحالف الوطني في بدايته, على أن يآثر مصلحة البلاد على نفسه, في أحرج الظروف, بين الأسنة والحراب, والعدى والردى, فأختار توفير الرغيف على السيف, مخيف لسانه لأنه الحق, وصوته الصدق.
تحالفٌ يبحث عن الحقيقة, لا تنطلي عليه المعلومات الكاذبة, والوقائع المزورة, والأمور الملفقة, والأساليب المظللة, شديد الإنتباه, واسع البال, شاهد ناطق, فنونه مشهودة وكلماته منشودة, ولم يتذرع بالأقاويل الباطلة, وبعقائد ظالمة في خضم الصراع, كان دائماً بيضة ألقبان, بين الفرقاء، وشعاره واضح وفعال, لكونه يمثل الأغلبية الشيعية.
التحالف الوطني لم يكن عفوياً طارئاً, بل هو الولادة الضرورية في ساعات الظلم والألم والفساد, ولكن هناك من سعى الى قتل هذا التحالف، أو جعله يموت سريرياً، ومن داخل التحالف، وأيضاً جزء مهم منه، وفعلا استطاعوا أن يجعلوا من التحالف، صورة غير واضحة ومبعثرة، ولكن بعد أن توحدت كلمته برأسته الجديدة، فكانت نهضته محنكة، وثبت جذور الحرية والتعبير، وسعى الى مؤسسته، ووضع الأسس الحقيقية لبنائه، ليكون أنشودة الأحرار في كل زمان ومكان.
لاشك أن هناك مفاهيم كثيرة إختلت في عصور الدكتاتوريات, وتلافياً للإحراج والملابسات, فأننا نؤكد أن التفاهمات السياسية والتوازن في القيادات, وفق الضوابط والأخلاق الرصينة, تجعلنا نمارس حقنا في الدفاع عن مشروعنا الأصيل, الذي يمثل فيه المواطن, وإنتصار إرادته القيمة العليا, لمنهجنا المبني على العدالة والمساواة والحرية والإزدهار والإعتدال.
ختاماً: بن بطوطة يذكر دائماً الآية الكريمة, “وقل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”, إيماناً منه بان البلاد ورقيها الديني والحضاري, لا يكون إلا برقي أمينها وقائدها, خصوصاً مع وجود الحواجز والموانع, التي تجعل السياسة فناً مستحيلاً, في العراق, والصورة واضحة أمامنا, نحن بحاجة الى فكر إيماني معتدل يستوعب جميع الأطياف.