يبدو أن التحالف الوطني, بدأ يلملم أطرافه, ويتجه نحو بناء نفسه كمؤسسة متكاملة, برؤية واضحة, تجعل من جميع القوى المكونة له, تسير وفق رؤية ومنهج واضح, وموقف موحد.
التحديات التي تحيط بالعراق كبيرة وكثيرة, وبدأ ممثل الأغلبية – التحالف الوطني – مترنحا أمامها, يتلقى الصدمات من هنا وهناك, من أعداء الداخل ومن مؤامرات الخارج, وبدا موقفه هشا تجاه تلك التحديات لعدم وحدة قواه.
كذلك فإن تمثيل التحالف للأغلبية الشيعية, جعلها في موقف التقييم أمام المرجعية, ولأن التحالف بيده الأغلبية البرلمانية, والوزارية, وكذلك رأس السلطة التنفيذية, صار أي إخفاق يعد محك ومعيار لحقيقة هذه النخبة, فإنطلقت المرجعية بعد أن أغلقت أبوابها بوجه السياسيين, سنتهم وشيعتهم, عربهم وأكرادهم, إنطلقت بتوجيه النصح, ومن على منبر الجمعة في كربلاء, فلم تلاقي نصائحها صدىً, حتى بحد صوتها, لتغلق بذلك المرجعية هذا الباب أيضا, إلا عندما تقتضي الضرورة.
السخط الشعبي كان عاملا ضاغطا آخر, وتحديا مهما أمام التحالف الوطني, إذ بدأت الجماهير التي لم ترَ الخير من الوجوه التي حكمت البلد, بالإعراب عن سخطها علنا, وبكل وسيلة متاحة, سواء أ كانت الكترونية أم تلفزيونية, مظاهرات أم إعتصامات, وأصبحت شعبية النخب الشيعية المتصدية في مهب الريح.
هذه العوامل الثلاث, ضغط الأعداء, وعدم رضا المرجعية, وسخط الشارع, أحرجت التحالف الوطني, فبدا يفكر بتقوية صفوفه, وإعادة هيكلة نفسه, ليكون على قدر التحديات والمسؤوليات.
بدأ التحالف الوطني إولى خطواته, بإنتخاب السيد عمار الحكيم رئيسا للإتلاف, والإعلان عن المواثيق الأساسية لإعادة الهيكلة, وبلورة رؤية وطنية مشتركة أمام الملفات المطروحة.
أتت بعدها خطوة الإجتماع الأول للهيئة السياسية للتحالف الوطني, في مكتب السيد الحكيم, لتلم شمل أطراف التحالف, على الرغم من إختلاف وجهات النظر, والتقاطع في المواقف بين مكوناته في بعض القضايا, إلا إن الشيء المهم إن الجميع إلتقى تحت خيمة واحدة.
المأمول من التحالف بصيغته الجديدة, أن يعمل على حل المشاكل العالقة, وإقرار القوانين المهمة -كقانون النفط والغاز- وأن يكون على قدر المسؤولية أمام التحديات, وخصوصا تحدي ما بعد تحرير الموصل, وما يجري من رسم سيناريو له من قبل اللاعبين الدوليين, وكذلك تقديم الحلول ومعالجة مشاكل جمهور الأغلبية, الذي يمني النفس بتطوير مدن الجنوب والوسط, التي تعطي للعراق 90% من موازنته, إلا إن هذه المدن لا تأخذ من ما تعطي إلا النزر اليسير, كذلك على
التحالف أن يعيد ثقة المرجعية به من خلال العمل بما يخدم شعب العراق والعمل للقضاء على الفساد الذي أزكمت رائحته الإنوف.
تحديات مهمة, وعلى قدر عالٍ من الخطورة, تحتاج إلى رجال أشداء, جديرين بأن يكونوا على قدر المسؤولية المناطة بهم, لبناء العراق أولا, والحفاظ على إستحقاق ومكتسبات الأغلبية ثانيا.