23 ديسمبر، 2024 4:24 ص

التحالف الوطني خطوة صائبة وقفزات الى الأمام

التحالف الوطني خطوة صائبة وقفزات الى الأمام

أكاد أجزم أن إنعقاد  الإجتماع الأول للتحالف الوطني؛ قد قفز بالعملية السياسية أكثر من عشرة خطوات الى الأمام، وبإعتقاد جازم فأن  السعي لتقريب وجهات نظر قوى التحالف؛ لا تعني إلغاء الآخر، أو منطلق لتعميق الطائفية والعرقية والمناطقية. لا شك أن الغرق في الواقع المناطقي والمذهبي؛ مُعطل للعمل السياسي الجامع، وأداة يستخدمها الخارج لتشضية الداخل الى عرقيات ثم تنقسم على نفسها؛ ليكون الجميع فريسة سهلة.
إنعقد إجتماع التحالف الوطني؛ بعد قطيعة تصل الى 6 أعوام؛ لا يجتمع خلالها إلا لتشكيل الحكومة والبيانات والإدانات التي لا تشفي علياً، ولا ترأب صدعاً، وحضرت معظم قواه وممثليه في الحكومة والبرلمان والسلطات المحلية، وفي مقدمة الدعوات والأولويات؛ تأكيدات وإجماع على مأسسة التحالف، وإنبثاق لجان متخصصة في مجالات عدة، ومناقشة قضايا سياسية وإجتماعية وإقتصادية وأمنية، وإستثمار الإنتصارات لتعزيز دور العراق أقليمياً ودولياً، وهذا لا يمكن أن يُعطي ثقة للشعوب الآخرى بإنقسام قواه السياسية ومجتمعاته. عند مراجعة الإنحدار السياسي، ومنذ 2010م؛ حيث بدأت المواقف بالتشضي وتراجع الأداء السياسي والدعوة الى بناء مشروع دولة، وعادت عجلة الإستقرار الأمني الى التدهور، والأسباب بإختلاف وجهات النظر بين معظم قواه، وإستمر النزاع الى القطيعة والتصعيد والتسقيط؛ لينعكس على الجماهير في ضبابية مواقف وإنحدر الفعل على بقية القوى؛ تارة بالتأثر والعدوى، أو سعي بعض أطراف التحالف بالبحث عن شريك؛ مرة بتفتيت القوى الآخرى والإستفادة من الأزمات العاصفة في الطيف السياسي، وآخرى إجتذاب أطراف بالإغراء.
إن التحالف الوطني يمثل الأغلبية السياسية للبلاد، وعند الأضطراب والتفكك؛ ستتعطل الدولة ويُصيبها الشلل وتعم الفوضى، وواهم من يعتقد أن قيام التحالف على أساس طائفي؛ لأن الأطراف الكوردية والسنية بل حتى بعض قوى التحالف؛ كانت تنطلي على ردود الأفعال وتهشم المشتركات، وتتبنى  مواقف على الأطراف السيئة منه؛ لا على مواقف الإعتدال والوسطية، وعند وحدة التحالف؛ ستجد كل الأطراف من هو  رأس التحالف وكيف يمكن التعامل معه؛ وهي تعود الى  إلتآمها، وهذا أيضاً من مصلحتها توحيد قياداتها، ومصلحة التحالف أن يجد طرفاً للتفاهم معه، ومصلحة الحكومة أن تجد من يُقوم عملها ويُراقبها.
من واجب الأغلبية السياسية أن تُماسك صفوفها، وتُبادر بخطوات قيادة الدولة الى الرُشد السياسي، وتبتعد عن الشعارات الباهتة والكلمات الكبيرة التي سرعان ما تسقط لمجافاتها للواقع.
 الجزم حول قفزات الى الأمام؛ من مشاركة معظم قوى التحالف، والأعضاء بمناقشة واقع العمل السياسي؛ ما يعطي إلتزام، وإزالة شبهات وتصريحات متشنجة لسوء فهم الزيف الإعلامي، والأهم أن قواه وجدت نفسها داخل الهاوية، ولا سبيل لها إلاّ بالعودة الى تحالف أُسُسَهُ عام 2009م،  وأصوب خطوة إختيار السيد عمار الحكيم للرئاسة؛ لما يملك من علاقات معتدلة مع القوى المحلية والأقليمية والدولية، وبذلك تخطى التحالف عقدة إنكفاء قواه على نفسها،  ولن يسمح للتفرد بالقرار أو يكون مثال سيء للأغلبية، وفي أول إجتماع تمنى الحكيم عودة كتلة الأحرار الى عباءة التحالف، وستكون الأُمنية حقيقة، ووجهة نظرهم الى تحالف وطني لا كما كانوا يقولون ” التخالف الوطني”، وعند توحيد الخطاب؛ يسنتهي حديث الطائفية لأنه ورقة إنتخابية.