هوية السطور التاليه لا يختلف عليها اثنان من انها تمس التحالف الوطني بشكل من الاشكال بل انها كتبت من اجله , هذا التحالف الذي ترنو اليه الطائفة الشيعية في العراق وبعض الكتل والشخصيات المستقلة التي ترقب حركته او تلك التي يرتبط خيط مصالحها معه , والحال اين يقف التحالف الوطني اليوم من مريديه , ومالذي يحتاجه في هذه المرحلة , واين يقف من تحالفاته الستراتيجية التاريخية مع الكتل الاخرى وعلى راسهن التحالف الكردستاني فضلا عن طبيعة العلاقة التي تربط مكوناته معا ؟ وهل هو اليوم كما هو ابان تشكله ؟ وهل ان نزعته للحوار اصابها الفتور والانغلاق والاتهام للمشاركين فيه ؟ وهنا اقول ان التحالف الوطني بدأ الوقوع في فخ التنازل عن اهدافه ان لم يكن قد وقع في الفخ فعلا , هذه الاهداف التي من اجلها تكون ونشأ , فالمتابع يرى ان اركان التحالف الوطني بدات بالاهتزاز نتيجة التغير في سلم الاولويات وانتشار رائحة الاحتكار لقراراته وسياساته لدى البعض من مكوناته و فهناك تنافر واضح بين كتله الكبرى المكونة له (المجلس الاعلى , التيار الصدري , حزب الدعوة) وتشنج العلاقة هذا بدا واضحا للعيان تعدى حدود المناوشات الكلامية والتصريحات الاعلامية , فما الذي يحتاجه التحالف الوطني حتى يرجع الى قوته وهيبته ؟ وايضا مالذي يحتاجه التحالف حتى يُرجع الثقة بينه وبين مريديه , وهنا ارى ان التحالف الوطني عليه ان يعمل على تغيير وسائله لا تغيير اهدافه , فثمة فرق واضح بين تغيير الوسائل وبين تغيير الاهداف , فتغيير الوسائل حالة حضارية بل هو سلوك مدني عالي المضامين اذا ارتبط بالوجهه الصحيحة المؤدية الى بناء الدولة ودعم الهوية الانتمائية لعراق متعدد المشارب والمذاهب والقوميات , وهذا ما يُعتمد عليه في كافة الدول المتطورة مدنيا , اذ يتم تغيير الوسائل والاساليب وفقا لمتطلبات الاحداث وتقلبات السياسة الداخلية والاقليمية والعالمية , لكن منظومة الاهداف ثابتة لا تتغير فتغييرها يعني التنازل عنها وهذا يعني خرقا لمنظومة الاسس , ولناخذ الولايات المتحدة الامريكية كمثال لثبات الاهداف وتغير الوسائل والاساليب , فالبراغماتية هي الهدف الذي لا تتنازل عنه في رسم سياساتها الخارجية , لكن مرة ياتي بالسلاح ومرة بالحوار ومرة بالضرب تحت الحزام ومرة ببذل الاموال ومرة ببث الفكر والنظريات المؤججة للفتن وهكذا ومرة باختلاق الازمات , والسؤال هنا ,هل يمر التحالف الوطني اليوم بمنعطف تغيير الاهداف وان حصل ذلك فهل يعني ان الصراع والهوة بين مكوناته كبيرة جدا جدا , وهل يعني ايضا وللأسف وجود ارباك واضح في الاولويات لدى التحالف الوطني وبروز البراغماتية الحزبية بشكل ملفت للنظر الى درجة تغطي في كثير من الاحيان على الاهداف الثابتة المرتبطة بالوطن وبناء الدولة , لذا ولخروج التحالف الوطني من هذا المأزق اقترح اتباع الخطوات التالية : اولا : عدم الالتفاف والتحايل على الاهداف الاساسية التي تشكل من اجلها التحالف الوطني . ثانيا : ابتكار اساليب جديدة ووسائل محترفة للتحرك داخل التحالف الوطني تتلائم مع المستجد من الاحداث , ثالثا : تشكيل اكثر من مركز دراسات ستراتيجية خاص بالتحالف الوطني من اجل ضمان صحة الخطوات المقبلة .