يعد التحالف الوطني مرجعا لجميع الكتل الشيعية، فمنذ سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003، وخوض غمار التجربة الديموقراطية، إئتلفت هذه الكتل تحت عنوان “الإئتلاف العراقي الموحد”، للحفاظ على المكتسبات المتحققة والمطالبة بحقوق الطائفة الشيعية، التي كانت مصادرة سابقا .
كان الإئتلاف عبارة عن إئتلاف بسيط هش، يعتمد على التوافقية بإتخاذ القرارات، بمجرد حدوث خلاف سخيف يتفكك وينهار، حيث لم يكن يرقى بالمسؤولية تجاه جماهيره في الوسط والجنوب، وهذا ما لوحظ بعد تولي المالكي للسلطة عام 2010، حيث عمد على تسيس المؤسسة لصالحه، ونجح في ذلك وأستطاع فعل ما كان يبتغيه، فتمكن من تمزيقه إربا إربا .
جرت الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، لتتمكن كتل التحالف الوطني، من إعادة المياه إلى مجاريها، ونجحت بترميم البيت الشيعي مرة أخرى، وتمكنت من تشكيل حكومة العبادي، بعد مخاضات عسيرة لتشبث المالكي بالولاية الثالثة .
بعد تكليف الجعفري بوزارة الخارجية، كان لابد من إختيار رئيسا جديدا للتحالف الوطني، يتفرغ كليا لرعاية هذه المؤسسة، التي يؤمل منها أن تأخذ موقعها الريادي في إدارة الدولة، طرح إسم الحكيم من قبل الصدر وكتلته لتزعم التحالف الوطني، بعدما رفض الأول ترشيح نفسه، لكنه مؤخرا، إمتثل للأمر الواقع بعد مطالبات ملحة من أطراف عديدة داخل التحالف بمختلف كتله .
في الطرف المقابل أعلن الأديب القيادي في الدعوة، عن ترشيح نفسه لرئاسة التحالف، الذي لم يتمكن سابقا بالفوز بمنصب وزير للزراعة بعدما حظي على ما يقارب ال”37″ صوت، وإن دل على شيء، فإنه يدل على رفض أغلبية أعضاء التحالف والكتل السياسية الأخرى لشخص علي الأديب، ومن هذا نستنتج إن تولي الأديب لهذا الموقع الحساس صعب جدا .
يذهب الحكيم زعيم “المجلس الأعلى الإسلامي”، إلى أن يحظى الرئيس الجديد بالتوافقية والمقبولية من جميع الأطراف، لما يمثله الموقع من أهمية كبرى في الواقع السياسي، وبناء العلاقات مع الكتل السياسية الأخرى هذا من جانب، ومن جانب آخر مد جسور الثقة مع الدول الإقليمية، وضرورة مأسسة التحالف الوطني ليرتقي بالمسؤولية الوطنية، وأن يمتلك نظام داخلي رصين يعمل على سن السياسة الداخلية والخارجية للتحالف .
في ظل المقبولية التي يتمتع بها الحكيم، من أغلب كتل التحالف والكتل الوطنية الأخرى، فمن الطبيعي جدا أن يحظى بهذه المقبولية بسبب مبادراته التي تصب في مصلحة الوطن، من خلال لم الشمل ودعوته للسياسين المختلفين التصالح وترك خلافاتهم جانبا، تتجه البوصلة لإختيار الحكيم لزعامة التحالف الوطني .