23 ديسمبر، 2024 4:20 م

التحالف الوطني … الى أين ؟

التحالف الوطني … الى أين ؟

ماكل ما يتمناه المرء يدركه // تجري الرياح بما لاتشتهي السفن
كثيرة هي الالام وعظيمة هي المآسي وكبيرة هي المعاناة التي يشعر بها المواطن العراقي نتيجة لما حل به ووقع ضحيته بسنواته العجاف التي طوت بين جراحاتها أنين الثكالى ودموع الايتام وآهات الالم التي اصابت جميع مكوناته وكتله واحزابه التي ابتلى بها الوطن ووقعت مطارقهاعلى رؤوس الابرياء  منه لالذنب اقترفوه او جريمة ارتكبوها سوى انهم عراقين متمسكين بتربته وعاشقين لهواه وتبدد بين اتجاهات عرقية وطائفية مقيتة فقد فيها الخيط والعصفور وحكمتها الشكوك والضغائن وغابت عنها الثقة والرؤى الوطنية لو وظفت بشكلها العلمي الصحيح لكان وضع البلد وواقع الحال بغير ما يعيشه الان , فتقسيم الواقع وفرض الارادات هو الذي يحكم العلاقة بين الاكراد والعرب شيعة وسنة طيلة سنوات القهر الماضية  التي نسمع وقعها ونتابع ايقاعها يوميا و التي تكمن بالمصالح والانانيات التي تسيطر على التوجهات  من خلال مايتفوه ويكتب  به البعض للمسميات التي ذكرناها واصبحت واقعا معاشا لايمكن تجاوزه او عبور جسوره , فالاخوة الاكراد يعرفون ماذا يريدون وعلام يسعون عندما حددوا ستراتيجية عملهم باتجاه اهدافهم وعبر مراحل الزمن لتحقيق دولتهم المنشودة بحدودها المرسومة في مخيلتهم وعلى واقع تحركاتهم و حققوا الكثير منها ولازالوا يجّدون السعي لتحقيق ماتبقى منها برغم  خلافاتهم العميقة فيما بينهم الا ان كردستان لن تغيب عنهم , اما الاخوة العرب السنة فقد عزموا العزم وجدوا الجد ان يكونوا مدافعين عن ابناء جلدتهم حريصين على اخذ حقوقهم متوحدين في الرؤى متماسكين بالرأي صلبين في مواقفهم تجاه اهدافهم التي يسعون لتحقيقها ورفع الحيف والتهميش والاقصاء بحقهم كما يدعون هم من خلال تحشيد الراي العام او بحمل السلاح او الوسائل الاخرى المتاحه لتحقيق مايسعون له برغم المشاكل التي تعصف باتجاه البعض وفلسلفة الرأي لدى الاخر منهم او اسلوب العمل ودليلنا واضح عندما حزموا امرهم وتوحدت رؤاهم وسموا مرشحهم سليم الجبوري رئيسا للبرلمان دون منافس منهم وهذا صواب الرأي وعين الوعي ودليل الحقيقةاما واقع الحال على التحالف الوطني فأنه ينبأ بغير ذلك فهم غير متوحدين بعيدين عن الحقيقة لايجمعهم شيء سوى انتماء المذهب والدين وهذا باعتقادي لايكّون رؤيا ولايجمع شمل ولايلم جراح او يشافي علّه بل هو سبب للخلاف مع العرض اننا نعرف ان مرجعياتهم متوحده الرؤى وصواب الاتجاه وعقلية المفكر وروحية العابد ووحدانية العبودية الا انهم في واد آخرمنهم , ومانراه من تخبط في العمل وخطط الفشل التي تعصف بهم منذ استلامهم للسلطة والشروع بالعمل بها بدءا بالحكومات المحلية في الفرات الاوسط والجنوب وصولا لتسمية رئيس وزرائهم المقبل ولنسأل ماذا تحقق لمواطنيهم ؟ الجواب بؤس الحال وتراجع في الخدمات وتفشي الفساد والتهالك على الكراسي والمناصب والمنافع الشخصية ودليلنا واضح امامكم محافظة البصرة التي تقع على اكبر الآبار النفطية لازال مواطنيها يشربون الماء المالح وهم على ضفاف شط العرب وبقية المحافظات التي لم تكن افضل حالا منها ومحافظة بابل دليل آخر على مانقول بما تشهد فيضانات  لايمكن وصفهاعند اول زخة مطر … نستثني من ذلك محافظة ميسان التي حققت بعض النجاحات هنا او هناك لكي لانظلم احد , اذن الى اين انتم سائرون وبأي اتجاه متوجهون خلاف بسيط يعصف بكم لاتستطيعون حله او ايجاد بديل عنه او محاولة اصلاحه , بقاء الحال على ماهو عليه سيفقدكم جمهوركم وقاعدة وجودكم , أن مايحل بالبلد من تفتت لحمته واقتطاع ارضه وخراب دياره وتهجير سكانه وتآمر الاشقاء برعاية مؤتمرات الخراب كلها ضدكم فمتى تستيقظون وتعرفون حجمكم وامكانياتكم لتعيدوا حسابات بيدركم وترسموا مستقبلكم بوعي اكبر وبهمة أعلى وبروح الاخوة والتسامح والعفو والتي بامس الحاجة لها و الشعارات وابواق التسقيط لاتشفي علة الهجمة البربرية التي لانتمنى ان تعصف بكم وتحرق الاخضر واليابس وبعدها لن ينفع البكاء و العويل ولا الدعاءعند ابواب الصالحين.