10 أبريل، 2024 12:55 م
Search
Close this search box.

التحالف العربي فرصة ثمينة للعراق لابد من استغلالها

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يشك احد ان الارهاب المتمثل بتنظيم داعش ومن قبله القاعدة، هو ارهاب ياتي من تطرف بعض الجماعات السنّية اندفعت بشكل كبير بعد ان سيطرت على معظم المناطق، فما اقدمت عليه هذه الجماعات هو بالحقيقة أخطر على السنّة من اي طرف آخر، وذلك لانها تشوه المذهب الاسلامي السنّي اولا، والاسلام بصورة عامة عبر ممارسات لا تمت لا الى الاسلام والا الى اهل السنّة والجماعة بصلة، كما انها تستهدف المناطق ذات الغالبية السنية بحجة الدفاع عنهم، وما تلبث ان تنقلب عليهم لتعيث بهم قتلا وتشريدا وتنكيلا وتعذيبا وتجويعا.

هذه الجماعات وجدت في مناطق العراق وسوريا السنّيتين بيئة رخوة للتغلغل، لاسيما وان هذا المكوّن في هاتين الدولتين تعرض لابشع حملة قمع وتهميش واذلال وقهر من قبل الانظمة الحاكمة عبر اسلوب حكم ينتهج المبدأ الطائفي الانتقامي المقيت، مما عرض الالاف من ابناء المكون السنّي في الدولتين الى القتل والتهجير والاعتقال والتعذيب والخطف والابتزاز، فاستغل تنظيم داعش هذه الظروف وطرح نفسه مدافعا عن اهل السنّة تحت شعارات مذهبية تارة ووطنية تارة اخرى، مما جعل البعض من قليلي التجربة والمراهقين والمنتفعين ينزلقون في هذا التيار والذي احرزت التنظميات الارهابية بموجبه بعض التقدم في هذه المناطق.
وبعد حلول ساعة المواجهة انهزمت الجيوش في الموصل وسقطت المدينة عبر  خيانة كبيرة من كبار الضباط الذين هربوا الى اقليم كردستان وتركوا القطعات دون قيادة الامر الذي مكن داعش من اسقاط صلاح الدين ايضا ومن ثم الرمادي ليكون قوة ارهابية كبيرة تهدد الجميع وفي مقدمتهم اهل السنة الذين تحولوا في ليلة وضحاها الى نازحين مشردين في الخيام بسبب هذا الذي كان يدعي حمايتهم وانقاذهم.

ومع مرور الايام وسيطرة هذه الزمرة الضالة على معظم منابع النفط، اخذت تتوسع في البلدان الاقليمية في جماعات منتشرة تمتهن الارهاب خصوصا في الدول ذات الاغلبية السنّية، مما جعلها تشكل خطرا عربيا سنّيا واقليميا بل وعالميا ايضا. فكان لابد من مواجهة هذا الخطر الكبير وخصوصا من الدول السنّية  في المنطقة، والعشائر السنية في العراق كونهم المتضرر الاكبر من هذه الجماعات. وهذا بالتاكيد ما دفع الدول الكبرى الى دعم ابناء العشائر السنيّة في العراق وتأييدهم بان يكونوا أصل القوة المحاربة ضد داعش كي لا يتمكن هذا التنظيم من خداع الناس مرة اخرى تحت شعار محاربة الشيعة او الكفار الامريكان والاوربيين.

ومن هذه الفكرة ادركت السعودية والدول السنّية الاخرى ان من الضروري مواجهة هذا التنظيم، فعمدت الى تشكيل  التحالف العربي لمحاربة  الارهاب وهو خطوة ايجابية اذا ما حددت منهجا بتوقيتات معينة ومعالجات واقعية للقضاء على داعش والقاعدة في المنطقة.

وعلى العراق ان لا يفوت هذه الفرصة كونه المتضر الاكبر من داعش والقاعدة، وهو بحاجة الى دعم الدول الصديقة والشقيقة بسبب ضعف الامكانيات في ظل الازمة الاقتصادية التي تعصف به، وعليه ان يكون محورا رئيسيا في هذا التحالف لاستثمار الوقت في تحرير المناطق وعودة النازحين وزوال الخطر الاكبر الذي كان يهدد امن العراق وكيانه، وقطع شوطا كبيرا الى الامام.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب