19 أبريل، 2024 1:29 ص
Search
Close this search box.

التحالف العربي العربي!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الدنيا تحالفات وتوافقات وإتحادات , وعلى مدى القرن العشرين والدول تتحالف فيما بينها وتؤسس لتفاعلات متبادلة المنفعة فيما بينها , إلا الدول العربية التي ما تعلمت مهارات التحالف , وإنما أجهدت نفسها وبمعاونة الطامعين فيها , لتأكيد أساليب التناحر والتخالف الذي وصل إلى ذروته في القرن الحادي والعشرين , حيث صار العربي يقاتل العربي والحكومات تقاتل المواطنين وتستعين عليهم بقوى أجنبية.
فلماذا لا يتحقق تحالف عربي عربي؟!
يبدو أن ثقافة التقسيم والإنقسام والتفتت والتشظي هي الفاعلة في العقل السياسي العربي في جميع الدول , فمنذ أن وجدت الدول العربية وكأنها قد بًنيت على أسس التنافر والتعارض والتصارع , وقد شهدنا ذلك في العديد من الأحداث والتطورات , وما نجحت تجربة عربية إتحادية واحدة , وما تقاربت دولتان عربيتان إلا لتحقيق مصالح الآخرين , وحتى إتحاد دول الخليج العربي لا يمتلك سياسة تحالفية واحدة , وإنما كل دولة تخدم منهجا ما وإتجاها مرسوما , وهذا واضح في سياسات بعض دوله التي تحسب على أنها مستقلة عن رؤية الإتحاد.
كما أن تجارب العرب الوحدوية ومنذ الستينيات وحتى اليوم أصيبت بالفشل المقصود لتعزيز الهزائم والإنكسارات , وحتى في دولتين عربيتين كان يحكم فيهما حزب واحد وصل العداء بينهما إلى درجة لا يمكن تصديقها.
وقبل ذلك فشل الإتحاد الهاشمي , وغيره من المحاولات التحالفية للحفاظ على السيادة والقوة والقدرة على التقدم والمعاصرة.
وهذا يعني أن الإرادة ليست حرة , وإنما مصير الدول العربية تقرره المصالح الإقليمية للدول المجاورة والعالمية , وما الحكومات إلا أدوات لتنفيذ أجندات هذه القوى وتطلعاتها , وبمعنى آخر فأن الدول العربية ومنذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن , أكثرها منقوص السيادة وبعضها تحت الإحتلال المباشر أو الغير مباشر , وأخرى تُحكم بالوكالة , ولهذا فلا يمكن القول بوجود دول في المنطقة العربية كما يعني مفهوم الدولة.
وهذا يفسر التداعيات المتلاحقة والعداء ما بين المواطن والدولة , وما تقوم به الأنظمة الحاكمة ضد مواطنيها في الدول العربية , التي يتم قمع الشعب فيها وقهره والنيل منه بأبشع الأساليب , وعلى مرأى ومسمع الدول الأخرى في كل مكان , والتي تحسب ما يجري تحصيل حاصل لسلوكيات التبعية والإذعان لإرادة المتسلط المناّن.
ولن تقوم قائمة للدول العربية في هذا القرن إن لم تناضل بقوة لإسترداد عروبتها وقيمها وهويتها وعزتها وكرامتها وتتمكن من التحالف المصيري فيما بينها , فما جرى بينها ليس مثل الذي جرى بين الدول الأوربية التي أمضت قرونا في حروبها وصراعاتها الشرسة , لكنها أدركت أن لا بد لها من التحالف والتعايش والإندماج , وبناء الإرادة القارية التي تمنح المواطنين الهوية الأوربية , التي ستعلو على الهويات الصغيرة التي أذاقت الأجيال مرارات الويلات.
والعرب من أكثر الامم تأهلا لصيرورة واحدة ذات قيمة ومنفعة حضارية تُسعد الأجيال تلو الأجيال.
فهل سيمتلك العرب جرأة وإرادة التحالف العربي العربي؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب