23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

التحالف السني الكردي

التحالف السني الكردي

المشتركات فيما بينهم كثيرة، لكن خطوة جريئة تنتظر أحدهما ليتقدم، ومن ثم ليرسم صورة جديدة للتحالفات العابرة للقوميات المقيتة، والعصبية الجاهلية التي تفرق ولا تجمع، والتجربة تحيلك إلى جملة من الاتفاقيات التي كانت على أساس قومي لكن الحظ لم يحالفها، وفي الجهة المقابلة أن ثمة اتفاقات كانت على أساس غير قومي حالفها الحظ، وتقدمت اشواطا كثيرة في تحالفاتها نحو تحقيق مصالح مشتركة للطرفين.
 الحالة العراقية الآن بأمس الحاجة إلى تجميع الجهود بين العرب السنة والكرد، لمواجهة جملة من التحديات لعل من أهمها:
أولا: إيقاف التوغل الانفرادي في اتخاذ القرار السياسي في المطبخ الشيعي فقط، ومحاولة جادة لإشراك كل الأطراف الأخرى في الصناعة.

ثانيا: التحالف السني الكردي سيزيد الضغط في الطرف الآخر، وقد تنظم كتل أخرى عابرة للطائفية من أجل تقوية الاتحاد بصيغته التي سيمثل فيها العرب السنة والشيعة والاكراد.

ثالثا: التحالف سيكون في أوله محاولة جادة لتفعيل عشرات مذكرات التفاهم التي بقيت حبيسة الإدراج، ومحاولة بث الحياة فيها من جديد.

رابعا: ثمة اندماج، وسعة صدر من الطرف الكردي وهو يستقبل مئات الآلاف من العراقيين النازحين، ومعظمهم من العرب السنة.

بعد هذه المعطيات وغيرها نستطيع القول أن تحالفا سيظهر، سيكتب له النجاح، وخصوصاً أن الحرب الكلامية والإعلامية على أشدها الآن بين العبادي وإقليم كردستان.

إن محاولات يائسة بائسة كانت تود فيما سبق ولا زالت أن تفتعل حربا بين العرب والاكراد، لكنها ذهبت إلى غير عودة، وأن من كان يراهن على اقتتال بين العرب السنة والكرد خاب ظنه، وإقليم كردستان يفتح يديه لاستضافة النازحين وأغلبهم من العرب السنة.
دعوة لكل العقلاء من الطرفين سياسيين ومفكرين لعدم تضييع الفرصة وبناء كيان واحد يقام الدكتاتورية الحديثة التي يشهدها العراق الجديد.