مع تعميق التحالف السعودي–الباكستاني ستتبلور عدة مسارات محتملة تؤثر على العلاقات الإقليمية خلال السنوات الخمس القادمة. هذه المسارات يمكن تلخيصها وفق محورين رئيسيين الاول العلاقة بين إيران وباكستان والثاني والعلاقة بين السعودية وإسرائيل. وهنا نسلط الضوء على تداعيات ذلك الاتفاق ضمن حدود منطقة الشرق الأوسط المحترقة بنيران الكيان الصهيوني المدعوم غربيا.
١-العلاقة بين إيران وباكستان .
تبقي باكستان على سياسة الموازنة بين الرياض وطهران، وتقدم دعماً رمزيًا أو استشاريًا للسعودية لكنها تبقي خطوط اتصال مفتوحة مع إيران. في هذا السيناريو تبقى الحدود مستقرة نسبيًا وتستمر المبادلات الاقتصادية والتعاون الأمني مع إيران مع ظهور توترات محدودة على طول الحدود بين الحين والآخر ولكن موقف باكستان بالحرب الاخيره قدمت باكستان دعم عسكري وسياسي ودبلوماسي إلى إيران وهنا بدءت تتحسن العلاقات بينهم اكثر ولهذا اننا نرى سياسة التوازن بين الطرفين تبقى قائمة وهذا ما تطلع اليه باكستان وكذلك ايران . بهذا السيناريو هو الأكثر استقراراً ويتيح لإسلام آباد الاستفادة من التحالف السعودي دون تعريض مصالحها مع طهران للخطر.
ولكن يبقى هنالك هاجس لدى طهران مستقبلي وهو الميل الواضح للسعودية
نعم الجميع يعرف السعودية دعمت البرنامج النووي الباكستاني ولديها تعاون عسكري مع السعودية ويمثل ذلك الهاجس في حال عززت باكستان وجودها العسكري والاستخباراتي لصالح السعودية بشكل أكبر سترتفع حدة القلق الإيراني. يمكن لطهران أن تتخذ إجراءات سياسية أو أمنية مضادة مثل تشديد المراقبة الحدودية أو دعم جماعات محلية في بلوشستان أو تعزيز النفوذ في العراق ولبنان. هذا السيناريو قد يؤدي إلى توترات متزايدة على الحدود لكنه يعزز مكانة السعودية ويقوي التحالفات الإقليمية ضد أي تهديد محتمل.مع ذلك ايران لديها حسابتها الاسترتيجية بالمنطقه
إذا رأت إيران أن التحالف أصبح تهديداً مباشراً قد تلجأ إلى إجراءات غير متماثلة للردع مع احتمالات لتصعيد محدود يطال الحدود أو المناطق المتنازع عليها. هذا السيناريو يمثل أخطر الاحتمالات بالنسبة لاستقرار باكستان لكنه قد يدفعها إلى إعادة ضبط مواقفها والحفاظ على خطوط اتصال دبلوماسية نشطة لتجنب الانجرار في مواجهة مباشرة.ولهذا اننا نرجح ان تبقى العلاقه متوازنه بين الطرفين فليس من صالح السعودية وباكستان التصعيد مع ايران او استفزازها ولكن هنالك أثمة سؤال مهم جدا ماهو موقف السعودية وباكستان لو تعرضت إيران من القواعد العسكرية الامريكيه المتواجده في السعودية ومن المؤكد سيكون هنالك ردا على القواعد الامريكيه في آلسعوديه أين تكون باكستان بهذا الخارطة على اعتبار القواعد محميه من قبل السعودية ضمنا او قامت السعودية باستخدام ذلك التعاون ضد اليمن وخصوصا الجماعه الحوثيون هنا كيف يكون موقف إيران من باكستان ولهذا على ايران ان تستوضح من باكستان هل هذا التحالف محدد ضد اسرائيل ام ضد البلدان الاسلاميه المجاورة كذلك أنا شخصيا ذلك يثير مخاوفي واتمنى ان يكون الاتفاق العسكري واضح المعالم وفيه محددات لكي لاتستغل امريكا وحليفتها اسرائيل تلك الثغرة وبالتالي تدخل المنطقة بنزاعات إسلاميه مع بعضها .
٢-العلاقة بين السعودية وإسرائيل.
مع وجود تحالف سعودي–باكستاني أقوى قد تصبح الرياض أقل اعتماداً على الضمانات الأميركية ولكن لايعني الخروج من تحت المظله فطالما هنالك قواعد أمريكية في السعودية تبقى الإرادة السعودية محدده ولكن من ميزات ذلك التحالف كل له الأثر البالغ على الكيان الصهيوني وأدى إلى تباطؤ مسار التطبيع بين الطرفين التي تقوده امريكا بالرغم من إيماني بنظرية المؤامرة وشكوكي بذلك الاتفاق هو ضمن موافقه أمريكية لأجل دخول لاعب آخر بمنطقة الشرق الأوسط وسيكون له دور وفق الحسابات الأمريكية وهذا ما ستظهره الأيام القادمة مع ذلك ذلك الاتفاق سوف يجعل الموقف السعودي اكثر قوة وخصوصا بقضية التطبيع مع الكيان الصهيوني وهنا تذهب السعودية قويه في المفاوضات افضل من إتكون ضعيفه واهنه . في هذه الحالة، ستطالب السعودية بشروط أمنية وسياسية أكبر قبل المضي في أي اتفاق مستفيدة من موقفها الاستراتيجي المعزز.يمكن أن يُستخدم التحالف كورقة تفاوضية تمنح الرياض قدرة على فرض شروط أكثر صرامة على إسرائيل مثل ضمانات أمنية قبل أي خطوات رسمية في التطبيع. هذا السيناريو يعكس استراتيجية “القوة النسبية” التي تتيح للسعودية تحقيق مكاسب أكبر دون الدخول في مواجهة مباشرة مع أي طرف. وهنا لابد من ذكر سيناريو التطبيع المشروط في حال استمرار الاستقرار النسبي وتحقيق تقدم دبلوماسي إقليمي قد يتم المضي في خطوات تطبيع محددة لكن بشروط أمنية وسياسية واضحة تتضمن التزام إسرائيل بعدم التدخل في ملفات حساسة في الخليج مثل اليمن أو العلاقات السعودية–الإيرانية. هذا السيناريو يحقق نوعاً من التوازن بين المصالح السعودية والإسرائيلية ويُبرز قدرة الرياض على إدارة تحالفاتها بمرونة.
٣-التحالف السعودي–الباكستاني أصبح عامل ضغط استراتيجي مؤثر على العلاقات الإقليمية بالنسبة لإيران يرفع هذا التحالف مستوى القلق تجاه باكستان ويجبرها على مراقبة الحدود وتكييف سياساتها الإقليمية. أما بالنسبة للسعودية وإسرائيل، فإن التحالف يمنح الرياض هامشاً تفاوضياً أوسع وقد يبطئ أو يعيد تشكيل شروط أي اتفاق تطبيع مستقبلي. إدارة هذه التحولات بشكل متوازن ستكون مفتاح الحفاظ على الاستقرار الإقليمي خلال السنوات القادمه مع مراعاة التوازن بين الردع العسكري والدبلوماسية الدقيقة.وبهذا اننا وجوبا نراقب التحركات المستقبليه بين الطرفين وعندها نحدد هل ذلك التحالف ينصب مع المصالح العربيه والإسلامية ام مجرد مناورة أمريكية بالتعاون مع السعودية لأجل المحافظه على امن القواعد الامريكيه من الضربات الإيرانية مستقبلا عند حصول أي حرب قادمة هذا ما ستكشفه لنا لايام القادمة .