يبدو ان روسيا اذهبت ماء وجه أمريكا، بضرباتها الموجعة لتنظيم داعش الارهابي في سوريا. وقامت بدور أمريكا التي باتت سياستها تترنح، ولكن وحده العراق الذي سيخسر اذا ما كانت شرارة حرب عالمية بين روسيا وأمريكا.
كل السيناريوهات تشير لذلك، والذي زاد الطين بله، تصريحات رئيس كوريا الشمالية، الذي عبر عن نيته المشاركة في حلف روسيا والصين و ايران و العراق وسوريا و أطلق الرئيس الكوري، موجه من التهديدات لكل من أمريكا و تركيا متوعدا الأخيرة، بزواله من الخارطة اذا ما قامت باي خطوة حمقاء لمساعدات الارهابيين .
ومن جهة أخرى، اطلاق التهديدات بين ايران والسعودية من شأنه، ان يزيد الوضع سوءا. يبدو ان الجميع اتى ليس لمقاتلة داعش، بل لتصفية حساباته مع جهة ما . بعدما اعلنت الصحافة الايرانية، زعمها بإقناع بلادها الروس لدخول الحرب، وانقاذ حكومة الاسد في سوريا، يبقى السؤال ما الذي ستجنيه دول الحلف الرباعي من الحرب؟
لعل المنطقة الشرقية من العرب، باتت على وشك الانهيار التام، من طرفي “داعش” وحلم المشروع الامريكي، بالتقسيم طبعاً. بينما بدأت الدول الصديقة “التحالف الرباعي” محاولة مد يد المساعدة للعرب، والشيعة تحديداً، كعربون صداقة لإيران تحسباً لأي رد امريكي قادم.
ما الضير من دخول روسيا على خط المواجهة؟ الم تكن رغبة التحالف الدولي، اشراك الجميع في الحرب على “داعش”؟ حتى تركيا، سكينة الخاصرة للبيت الابيض حينما دخلت التحالف كان مرحباً بها.
ما تخشاه واشنطن، من تكوين تحالف روسي-ايراني اولا: خروجها استخباراتياً من دائرة الصراع، وعدم قدرتها مجددا على خلط اوراق النصر ثانيا: تحويل عملية شراء الاسلحة لتنفيذ العلميات من روسيا او الصين او ما ستقوم به طهران من استعراض قوى ترهب به اعداؤها.
ولعل تصريح وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر عقب بدء الغارات الروسية، من أن “روسيا عُزلت في هذه العملية لتصبح البلد الأجنبي الوحيد الذي يعمل في هذا الاتجاه داخل سوريا”، رسالة أمريكية واضحة للروس من أجل العمل سويا، مع محاولة تغليف مطلبها بغلاف الخوف من حدوث تضارب أو اشتباك عسكري خاطئ بين الجانبين، لكن حقيقة الأمر، هي أن الولايات المتحدة قلقة من الأهداف البعيدة لروسيا والتي ربما تتجاوز مسألة محاربة “داعش”.
لماذا سوريا؟ رغم سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من العراق ايضاً؟ لعل نظرة التحالف الرباعي، في تهدئة الوضع السوري وقطع طرق الامداد من سوريا الى العراق، هو الحل الامثل. ناهيك عن المصالح البعيدة في سوريا. ومع ذلك الحرب بدأت للتو ولا نستطيع حسمها الا بعد النتائج. رغم نتائجها ان كانت سلبية او ايجابية ستعم في المنطقة بقبلة حياة قد تنجح او لا.