23 ديسمبر، 2024 10:40 ص

التحالف الدولي والعلاقات المخفية بين واشنطن وطهران

التحالف الدولي والعلاقات المخفية بين واشنطن وطهران

في ظل التحشيد الدولي، لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، تستبعد إيران وسورية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، فيما يرى محللون أن واشنطن وطهران تخططان سوية في هذا التحالف، لكن في الخفاء، من أجل الحفاظ على الحليف العربي الذي لايطمئن لإيران، التي تمثل مصدراً للتوتر في المنطقة، ويتهمها للسعي  لتحقيق مشروعها التوسعي لإقامة إمبراطوريتها الفارسية بهوية طائفية.
ربما لم يمكن الموقف العربي – الخليجي تحديداً، نابع عن هواجس إزاء الجارة المقلقة له، وإنما هناك تحديات حقيقية تؤكد الدور الذي تلعبه في المنطقه لصالح مشروعها ، وبرغم المداراة والتستر وراء الواجهات، جاء تصريح وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، هنري كيسنجر، فاضحاً لذلك المشروع، حين قال منذراً ومحذراً : ” أن إيران تعد أكثر خطرًا من تنظيم داعش”، موضحاً ”  أن إيران لديها موضع قدم أقوى في (الشرق الأوسط)، مما يتيح لها فرصة أكبر لبناء الإمبراطورية الفارسية القديمة، التي طالما تحلم بها، خاصة عندما يعاد بناء الشرق الأوسط وتوضع الحدود الدولية
 الجديدة”، مشدداً على خطورة الحزام الشيعى الممتد من طهران مارا عبر بغداد وحتى بيروت وهو ما يعطى فرصة لاٍعادة اٍنشاء الاٍمبراطورية الفارسية تحت المسمى الشيعى، بحسب تعبيره.
ومن اللافت، أن معطيات هذا المشروع تتضح أكثر فأكثر ، كلما إضطرب  الوضع الإقليمي أو الدولي، حيث يجد له مبررات الحركة لتحقيق أهدافه، بحسب المحلل السياسي، عباس الحمد، مستشهداً بالحالة اليمنية، حيث سقوط صنعاء بيد الميليشيات الحوثية، إحدى أذرع النظام الإيراني، وهي ليست الحالة الأولى كما يؤكد، فقد سبق لها أن خطت خطوات كبيرة في إطار تعزيز دورها الإقليمي، خاصة بعد أحداث 11 أيلول ومارافقها من حروب في المنطقة، وجدت فيها ضالتها للتمدد، لذا لاتستغرب عندما تسمع من مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد
 الإيراني، علي خامنئي، يقول : ” إن ثلاث عواصم عربية هي اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإسلامية”، وكلامه هذا قبل أن تنظم صنعاء للقائمة، فيما يتجه المشروع نحو نجد والحجاز، وهو ما المح اليه مسؤول ايراني .
وقال عضو الادارة السياسية في حرس الثورة، سعد الدين زارعي، إن : “الهمس بدأ يتعالى بشأن تواجد حرس الثورة في المملكة العربية السعودية”، مضيفاً أن أكثر ما يقلق السعودية هو تحويل ملفها الى الحرس الثوري والجنرال سليماني.
وبرغم قرار الإستبعاد المعلن لإيران من التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش، الا أن وجودها على أرض الواقع حقيقة لايمكن تغافلها، وبإعتراف الأمريكيين أنفسهم، وهذا ما أفصحت عنه صحيفة واشنطن تايمز، حين قالت إن : ” قوات فيلق القدس الإيرانية السرية التي يتزعمها، قاسم سليماني، باتت أكثر نشاطا فى العراق، جنبا إلى جنب مع الجنود العراقيين وعناصر الميليشيات”، وليس في كلامها ما يثير إنتباه العراقيين، كونهم يدركون ذلك بالملموس، لكن الملفت الذي أشارت اليه الصحيفة ، أن هذا الوجود يحظى ” بمباركة من الرئيس الأمريكى باراك أوباما !! “.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من غرقة  العمليات الأمريكية الخاصة قوله، ان : “بعض قوات القدس ، كانت  تقاتل في العراق، وإن  إدارة الرئيس أوباما بعثت إشارات ترحيب بتدخل طهران فى الحرب الدائرة هناك ” .
وينسجم هذا الطرح مع رؤى بعض المراقبين للشأن العراقي من  وجود تحالف خفي بين الولايات المتحدة وايران في ما يحدث في العراق، عادين التصريحات الرسمية المتناقضة بين واشنطن وطهران بمثابة ذر الرماد في العيون. 
ولعل هذا مايفسر، إطلاع واشنطن، لطهران، بالضربات الجوية التي تقوم بها طائراتها، قبل أن تشن غاراتها، مع تطمينات بعدم المساس بحلفائها، كما ذكر ذلك مسؤول إيراني رفيع، كاشفاً عن أن الولايات المتحدة أبلغت إيران مسبقاً بنيتها توجيه ضربات لمواقع داعش في سورية، مطمئنة إياها إنها لن تستهدف القوات النظامية.
وأضاف  “تمت طمأنة إيران بأن الأسد وحكومته لن يكونا هدفاً”، وهذه التصريحات كما تبدو لاتقبل التأويل، كما لاتسعفها تلك التفسيرات التي صدرت عن الجانب الأمريكي، من أن واشنطن لم تبلغ طهران بتوقيتات الغارات الجوية !!. 
الى ذلك، أكد المحلل السياسي، أكرم النقاش، وجود تحالفات غير معلنة بين الولايات المتحدة وإيران والتي تتضح من خلال وجود تنسيق بين الضربات الجوية التي تقوم بها الطائرات الأمريكية والحركة على الأرض التي تمثلها الميليشيات المرتبطة بفيلق القدس الإيراني. 
وكعادتها، فإن إيران لاتتحرج من كشف تدخلاتها بالشأن الإقليمي، سواء في العراق، أو سورية، أو لبنان، أو البحرين، أو اليمن، فقد أكد الجنرال أمير علي حاجي زاده أن قائد قوة القدس الإيرانية قاسم سليماني كان في العراق يقاتل تنظيم داعش، لكنه نسي أوتناسى أن يقول أنه كان يقاتل تحت مظلة طائرات الشيطان الأكبر.