التحالف الدولي لمحاربة الدولة الاسلامية في العراق ( داعش) ليس عملاً خيرياً، ولا يمكن وضعه في جانب الاحسان الى الشعب العراقي. انما هناك مجموعة من المصالح التي اوجبت ان يتخذ العامل الدولي موقف الاشتراك في معركة الشعب العراقي ضد قوى الارهاب التي اجتاحت ارض العراق وانتهكت الحرمات واقترفت جرائم بحق الإنسانية. ومن اهم هذه المصالح تأمين مصادر الطاقة للأسواق العالمية، اذ لا بديل اقتصادياً مناسباً عن نفط الشرق الاوسط للحياة والاقتصاد العالميين. هذا الى جانب نزعة الهيمنة ومد النفوذ في اطار صراع الارادات الدولية.
من جهة اخرى شغلت موضوعة السلام والأمن الدوليين وتشغل العالم. ونعرف ان القرن الماضي شهد تأسيس اكبر منظمتين دوليتين هما عصبة الامم ومنظمة الامم المتحدة، اذ عُد السلام والامن الدوليان السبب الارأس للتأسيس. وحينما يقف الارهاب الدولي مهددا الاستقرار في العالم فلا بد ان يكون هناك موقفاً دولياً حاسماً لمواجهته، وقد أضفى قرارا مجلس الامن الدولي 2170 و2178 الشرعية الدولية على التدخل العسكري، استجابة لطلب الحكومة العراقية في هذا السياق.
لقد تم اعتماد موضوعة مقاومة الارهاب ضمن فقرة واضحة في برامج اغلب الحكومات الأوربية. ومن هذا الباب تشكل مقاومة الارهاب بالنسبة للحكومات الاوربية وغيرها من الحكومات الديمقراطية، استحقاقاً والتزاماً برنامجيين امام ناخبيهم، الى جانب ان عدد الارهابيين الذين تسللوا الى العراق والحاملين جنسيات امريكية وكندية واسترالية واوربية وأسيوية، تجاوز الخمسة عشر الف ارهابي، هم عبارة عن قنابل موقوتة سترتد الى البلدان التي اتوا منها، حينما يرجعون اليها. ومن هذا المنطلق فان لهذه البلدان مصلحة في الحفاظ على امنها الوطني واستقرا?ها، لذا فحينما تشترك في الحشد الدولي انما تقوم بحرب استباقية للدفاع عن امنها الوطني، وهذه نقطة التقاء مصالح مع العراق.
مما تقدم يمكن القول ان هناك نقاط التقاء لصالح العراق في معركته ضد الارهاب مع مصالح البلدان التي اشتركت في الحشد الدولي، ما يمكن صاحب القرار العراقي ان يستمثر كل ذلك في تعامله مع العامل الدولي بما يحفظ حقوق ومصالح بلادنا.
وبطبيعة الحال هناك عدد من القضايا التي تسهم في دحر الارهاب، يقع عبء انجازها على العامل الدولي ومن بينها ايقاف تدفق الارهابيين الى العراق، تجفيف المصادر المالية وملاحقة قنوات التمويل، حظر تجهيزهم بالأسلحة والعتاد، حجب مواقعهم الالكترونية، وغيرها من الاجراءات التي لو تم اتخاذها بصرامة وبسرعة لاثر ذلك على سير المعركة بشكل واضح.
اما مقاتلة داعش بريا على ارض العراق، فهي مهمة العراقيين، ولا حاجة الى أي قوات برية اجنبية. فالعراقيون جديرون بهذه المهمة، وها هي قدراتهم الذاتية تحقق انتصارات على اكثر من جبهه واكثر من صعيد، وهم يواصلون هذا الزخم.