23 ديسمبر، 2024 11:56 ص

التحالف الدولي ضد داعش… نوايا واهداف ؟!! 

التحالف الدولي ضد داعش… نوايا واهداف ؟!! 

المتابع لمجريات الاحداث منذ تشكيل التحالف الدولي ، وبمشاركة أكثر من عشرين دولة يجد أن التحالف الدولي ضد داعش بدأ يخرج عن المسار المعلن والمرسوم له في العراق ، إذ الضربات الجوية التي نفذتها دول التحالف لم تكن مؤثرة بشكل فاعل وحاسم في القضاء على داعش ، كما ان التحالف الدولي اخذ يتنصل من هذا الامر تحت ذريعة الخوف على المدنيين من القصف ، فيما لو اردنا ان يكون هنالك اطارا قانونيا لهذه الضربات وفق اتفاقية امنية مشتركة مع العراق يجب عليها الالتزام بهذه الاتفاقية ، مبينة ان هذا التحالف بدأ يعمل وفق اجندات خاصة وبعيدا عن اي اتفاق مع القادة العسكريين العراقيين .
وهنا تثار عدة تساؤلات عن مدى جدية هذا التحالف في ضرب داعش ، ولماذا هذا التباطؤ في التجهيز العسكري للقوات العراقية المسلحة ؟ ولماذا التغاضي عن عشرات القوافل التي تجوب الصحراء الممتدة بين سوريا والعراق ، أذ لا جود للمدنيين في تلك المناطق ، ناهيك عن غض النظر عن التهريب اليومي لقوافل النفط من الموصل وبيجي وتحت نظر الطيرات التحالفي ، والذي بامكانه ضرب هذه القوافل وتدميرها وانهاء أي تهريب للنفط باتجاه تركيا ؟!
هل القوات الاميركية جادة في محاربة داعش ؟ وهل تسعى لإنهاء التنظيم الارهابي ام الى تقويضه ، ولماذا هذا الدعم المفتوح لهذه التنظيمات الارهابية واستباحتها لدماء الابرياء؟!
لماذا لايساهم الغرب في دعم البنى التحتية العسكرية والاقتصادية للبلاد ، ولماذا هذا الوضع الاقتصادي المنهار ، وسوء الخدمات ، لماذا هذا التلكوء في اعادة بناء الشبكة الكهربائية وعلى مستوى عالي من التكنولوجيا ، وهو ليس بالأمر بالصعب خصوصاً مع وجود الشركات المستثمرة والتي تملك القدرة والعدة في اصلاح الكهرباء الوطنية وضمان تجهيزها للمواطن وعلى مدار 24 ساعة ؟!
التحالف الدولي لم يمنع تدفق مقاتلين أجانب، أو يقلل من دخولهم كما إن التحالف الدولي كان قد وعد العراق بالدعم ولم يقدم سوى القليل، وما تحقق من انتصارات في أرض المعركة، هي جهود مقاتلي الحشد الشعبي ، الذين أستطاعوا بمجهود ذاتي من تحرير الكثير من الأراضي العراقية، كتكريت وديالى وجرف الصخر ومناطق أخرى في البلاد .
مؤتمر بروكسيل كان أحد أهم البنود هو وقف تدفق المقاتلين الأجانب، والذي أكد التحالف فشله في منع دخولهم الى العراق ، ناهيك من أن أمريكا والدول الغربية تعلم تماماً مصادر قوة «داعش» ومن أين يتلقى الدعم المباشر، والعوامل التي تجعل التنظيم كيف يتحرك أو يتمدد في العراق وسوريا، لكنها لاتريد حسم المعركة الآن، وتريد استمرارها بهذه الوتيرة، لتحقيق غايات يعلمها الجميع .
أن ترك داعش على الأرض في سوريا والعراق سيجعل التصادم مباشرا مع مقاتلي حزب الله اللبناني من جهة والحشد الشعبي في العراق من جهة اخرى، لإنهاكهما وإشغالهما، بهدف تأمين تموضع إسرائيل في المنطقة أكثر، ورسم خطة تحفظ مصالح استراتيجية لأمريكا وحلفائها الغربيين في الشرق الأوسط ، ومن جانبه البيت الابيض يعلم جيداً مَن يُسهّل دخول المقاتلين إلى العراق وسوريا، ويعرف الذي يزوّد ساحات القتال بالسلاح، لكنه يغض الطرف ، كما ان وسائل أعلام مطلعة رصدت حالات تقديم السلاح والمال ليست بقليلة من قبل السلطات التركية لجماعات تكفيرية وداعش خاصة، نظرا لحدودها الواسعة مع العراق وسوريا .
التحالف الذي تقوده أمريكا ضد «داعش» كذبة سياسية كبيرة يعلمها القاصي والداني، والدول المشاركة تدرك هذا جيداً. لذلك، فإن داعش باقٍ ما بقي هذا التحالف الذي تقوده أمريكا التي تدّعي الحرب على الإرهاب وهي تمنعها، ولا شك في أن تحركات «داعش» في العراق لم تعد لغزاً. والحشد الشعبي الذي يضم مئات الآلاف من الشباب وأكثر من 42 من السرايا القتالية المهمة ، قادر على لجم داعش وسحقه، ولكن في العراق مَنْ لا يريد ذلك الآن، أو لم يؤذن له بعد وواشنطن تحاول اعادة تكرار تجربة «طالبان» التكفيرية في منطقة الشرق الأوسط، وتُطَبّق قاعدة ” نتركهم يتقاتلوا ونحن ننظر وبعدها نقرر” كما أن التنظيمات الإرهابية تبدَّل حالها اليوم. ومن المؤكد أنها صارت وسائل لتنفيذ مشاريع أمريكية وإسرائيلية في المنطقة .