23 ديسمبر، 2024 12:10 ص

التحالف الدولي ضد داعش بين الواقع والدعاية ؟!!

التحالف الدولي ضد داعش بين الواقع والدعاية ؟!!

ذكرت تقارير مصورة التقطتها كاميرا الوسائل الإعلامية المرافقة للقوات الأمنية والحشد الشعبي في مناطق المواجهة مع “داعش” في شمال ديالى وبلد ، لطائرات تابعة للتحالف الدولي وهي تلقي عدد من الأسلحة والأعتدة والمواد الغذائية لتنظيم داعش ؟!
يأتي هذا الدعم لتنظيم “داعش” بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها التنظيم بالأرواح والمعدات خلال المواجهات في مناطق القتال ، كما ان ضربات التحالف هي الاخرى ضد تنظيم داعش الإرهابي لك تكن بالمستوى المتوقع ، وان ما قدمه التحالف الدولي حتى الان لم يرقى لتطلعات الحكومة العراقية ، والتي كانت تتطلع الى دعم اكثر فاعلية خصوصاً مع شدة وقساوة المواجهات مع الفارق في التسليح والأعتدة الحديثة التي يمتلكها الدواعش .
التحالف الدولي تميز بكونه صداً إعلامي اكثر من كونه جهداً ميدانياً وذلك لان الأهداف الاستراتيجية الامريكية لاتهدف الى ضرب داعش والقضاء عليه تماماً ،بل يهدف الى تعزيز المكانة والنفوذ الامريكي في منطقة الشرق الأوسط من جهة وتقويض حركة داعش من جهة اخرى والسيطرة على حركته وتقليص نفوذه ، وحصره في مناطق البحر المتوسط .
ربما العراق اصبح حجر الزاوية بالنسبة لانطلاق الإستراتيجية الامريكية وهذا بالفعل ما اكدت عليه وزيرة الخارجية الامريكية آنذاك “كونداليزا رايس” في عام ٢٠٠٣ حين قالت ((مثلما تحولت ألمانيا الى حجر الزاوية لأوربا فيما يتعلق وضمان عدم شن حرب ،فان بناء عراق مختلف سيُصبِح نوعاً من حجر الزاوية لشرق اوسط مختلف من تظهر فيه أيدلوجيات الكراهية )) وعندما ننظر الى حركة التحالف  الدولي ودور الولايات المتحدة فيه نلتمس عدم الجدية في محاربة داعش ، وبالتالي فان هذا التحالف لا يعد الا كونه غطاء إعلامي ليس الا لتنفيذ استراتيجية كبيرة وخطيرة في المنطقة، وربما تحاول الولايات المتحدة إقناع الداي العام العالمي ان خطورة الجماعات المسلحة وامتداد سيطرتها وتمددها لمساحات واسعة في العراقيسيطر “داعش” حالیاً حيث يسيطر على ربع مساحة العراق تقریباً، لكن هذه الأراضي لا تضم أي حقول كبیرة لإنتاج النفط، باستثناء حقلي “عجیل” و”حمرین”، صغیري الحجم اللذین لا تتعدى احتیاطیاتھما معا 2 ملیار برمیل، بواقع إنتاج یناھز 50 الف برميل يوميا اي ما يعادل ٢٪ من الانتاج الكلي  ، وهذا ما يتطلب تدخلاً دولياً وأمريكياً قبل فوات الاوان وسقوط البلاد بيد داعش .
كما ان العثور على وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي أظهرت أن الأخيرة قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف بـ”عش الدبابير”؛ لحماية إسرائيل، تقضي بإنشاء دين شعاراته إسلامية يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر آخر أو منافس له، كما كشف عن أن أمير التنظيم عميل لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، فيما خضع لدورة مكثفة استمرت لمدة عام كامل، خضع فيها لتدريب عسكري على أيدي عناصر في “الموساد”، إضافة إلى تلقيه دورات في فن الخطابة ودروساً في علم اللاهوت ، كما ان وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون  أوائل شهر آب 2014،فجرت مفاجاة من العيار الثقيل في كتاب لها أطلقت عليه اسم «خيارات صعبة»  ، عندما اعترفت بأن الادارة الاميركية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الموسوم بـ’داعش’ ، لتقسيم منطقة الشرق الأوسط ، ليتم التحرك بعد العراق الى باقي مناطق الخليج ،وکانت اول دولة مهیأة الکویت عن طریق اعواننا هنا , من الاخوان فالسعودیة ثم الامارات والبحرین وعمان وبعد ذلك یعاد تقسیم المنطقة العربیة بالکامل بما تشمله بقیة الدول العربیة ودول المغرب العربي وتصبح السیطرة لنا بالکامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحریة واذا کان هناك بعض الاختلاف بینهم فالوضع یتغیر.
بهذه الاستراتيجية كانت تسعى الولايات المتحدة الى تقسيم ورسم المنطقة من جديد ، وتنفيذ ساينس بيجو جديد ولكن هذه المرة يكون على الطريقة الامريكية ، لتبدأ مرحلة الهيمنة المطلقة على المنطقة ، والتحكم بمصير شعوبها ومصالحها ، والسيطرة الكلية على منابع النفط ذلك المورد الذي يعد المصدر الرئيس للطاقة في العالم .