تساؤلات كبيرة وكثيرة، تتحرك داخل حقول الإعلام السياسي، المتابع لعمليات التحالف الدولي في العراق، فبينما تستعد دولة الخرافة التكفيرية، لتكون أرملة الشيطان أبي بكر البغدادي، ما زالت ضربات قوات التحالف الدولي، غير مجدية بالمرة، مع تطور ترسانتها التسليحية، فنراها تترصد تحركات الجيش والحشد، وتتابع بإهتمام الإنجاز المتحقق على الأرض، بدلاً من القيام بدورها، في توجيه ضربات دقيقة نحو مراكز تجمع الدواعش، ويبدو أن مشاركة هذه القوات، بات مجرد مخدر دعائي، لإبراز القوة المزيفة ليس أكثر!
قوات التحالف الدولي، بما تمتلكه من تكلنوجيا حديثة، في كافة المستويات العسكرية والأمنية، لا يمكن أن تتعطل أجهزتها في القضاء على المجاميع الإرهابية، لكن الحقيقة أنها تتعمد التأخير في العمليات الجوية، وهي محاولات خجلة جداً، لكن وفق ما ترتأيه هي ولأسباب واضحة، فمشاركة الحشد الشعبي في معارك التحرير، وإبرام الحكومة العراقية، صفقات شراء طائرات وأسلحة روسية، وتحقيق الإنتصار على جبهات عراقية عديدة، جعلها محرجة جداً ولا تعدو مشاركتها، إلا كمعادلة لإيجاد التوازن، مع الوجود الروسي في المنطقة.
إن ما يثار حول مدى فعالية قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب، هو مجرد أباطيل، والدليل أن الإنتصارات تحققت على يد أبناء الوطن أنفسهم، وبقيادات عراقية دون مشاركة فعلية لأي مستشارين منهم، كما أن دخول الجانب الروسي، في التحالف الرباعي لمواجهة التمدد الداعشي، كان له الأثر الإيجابي الكبير، لما تحقق من تقويض لوجود داعش على الأرض، فقد خسر نسبة كبيرة من المناطق التي كان يغتصبها، لذا فالتحالف الدولي يتنصل عن مسؤولياته، ويلجأ للأكاذيب ليوهم العالم بأنه على صواب.
الرهان في ميدان المعركة، هو ما يتحقق على أرض الواقع، وليس ما يطرح على القنوات الإعلامية، التي تخدر عقول المشاهدين، وتجعل منهم أضحوكة للعالم، فهم بتعطيلهم لمعارك قوية ضد داعش والخلاص منه نهائياً، إنما يثبتون فشلهم في إدارة الملف الخاص بالإرهاب، والتطمين المزيف يتضح بحجم زيادة العمليات الإرهابية بمختلف مدن العالم، لأن العراق سبق وحذر من مصدر الإرهاب الزاحف إليه، بإسم الإسلام عليه، فالمغامرات الدولية لهذا التحالف الهش، باتت كمسرحيات هزيلة لا يصدقها حتى الأطفال.
أصوات قوية ما يزال صداها، تلقي بظلالها على سير معارك التحرير، إنها صيحات أبطال قوات الجيش وطيرانه، وقوته الجوية الباسلة، وغيارى الحشد الشعبي، وأحرار العشائر العراقية الأصيلة، وكل هذه المسميات هي مَنْ خلقت النصر، لعراق أرادوا له أن يتمزق، لكنهم وقفوا كالبنيان المرصوص، بوجه المؤامرات الساعية لتقسيمه.
ختاماً: قوات التحالف الدولي المزعوم، لن تجعلنا نتخلى عن مسؤولياتنا، ولن يرهبنا التشويش والتضليل عندما يعلو الغبار، فالعراقيون عقدوا العزم بتحالفهم العراقي الوطني الواحد بينهم، وبين الخالق على تحقيق النصر النهائي.