لم تكن الجريمة الاخيرة في الموصل من قبل التحالف الدولي في قصف المدنيين إلا محاولة لـ”انقاذ وإجلاء” قيادات بتنظيم “داعش” الإجرامي من المدينة بعد الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية والحشد الشعبي وتحرير غالبية اجزاء المدينة ، يجب ان تكون مساعي صارمة ومؤثرة بمقاضاة التحالف عن “جميع الجرائم” التي ارتكبتها. الدولة العراقية مطالبة بأن تخرج من صمتها وتتخذ موقفا حازما وحاسما تجاه هذه المجازر والخروقات المستمرة .
الجريمة كبيرة لايمكن السكوت عليها وهي في حال غض الطرف عن مثل هذه الجنايات سوف يستمر التحالف بجرائمه في الموصل بعد تضييق الخناق على الارهابيين من قبل قواتنا .
المطلوب ايقاف القصف الجوي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية “فورا” والذي تسبب في استشهاد وإصابة المئات من المدنيين ودفنهم تحت الانقاض، فيما يستدعي من مجلس النواب استددعاء القيادات الامنية للتحقيق والاشراف على مجريات التحقيق و للنظر بتلك الخروقات لانها ترقى إلى مستوى التآمر على العراق من قبل دول أجنبية داعمة للإرهاب ومعروفة بعدائها للعراق ومواقفها التآمرية التي كانت سبباً مباشراً في مسلسل قتل العراقيين على مدى السنوات التي أعقبت سقوط البعث عام2003. الامم المتحدة اعلنت عن قلقها البالغ إزاء تقارير تحدثت عن وقوع خسائر بشرية كبيرة في الموصل بسبب غارات التحالف الدولي .
وقالت مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة بالعراق إنها صُدمت بالبيانات التي تحدثت عن “خسائر فادحة في الأرواح”، بعد تأكيد مقتل ما لا يقل عن 200 شخص في غارة جوية شنها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة .وقد سبق ما ثبت بشكل غير قابل للانكار ان قوات التحالف قامت في 26 ستمبر 2014 –بعملية خبيثة اسفرت عن قتل عدد من الجنود العراقيين وقد تم العثور على جثث الجنود والمقاتلين الذين قتلهم طيران التحالف اثر تلك الغارات الجوية لطيرانه.
كما أشارت معلومات صحفية أن قصفا جويا استهدف تجمعا لجنود عراقيين في قاعدة عسكرية عند أطراف مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد. كما استهدف القصف قوات الحشد الشعبي التي كانت تخوض المعارك بمعاونة الجيش العراقي ضد تنظيم “داعش الارهابي” وكانت مصادر في قوات الأمن العراقية أكدت مقتل 22 من عناصرها على الأقل في غارات للتحالف على مواقع لها على مشارف مدينة الرمادي في محافظة الأنبار اثناء القتال ، وقدرت اعداد القتلى بالعشرات. كما قتل العشرات من منتسبي اللواء 50 في الفرقة الـ14 في قصف للتحالف لمواقع القوات المسلحة في بيجي. وفي حينها من جانبها اعلنت وزارة الدفاع في بيان لها توضيح الامر وتفاصيل تعرض القطعات العسكرية العراقية في عدة قواطع لضربات جوية من قبل طيران التحالف .
ومن جانبه اتهم الجيش الروسي قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بالمسؤولية عن “جرائم حرب” تسببت بها ضرباته قصف جوي استهدف حسينية خلال مجلس عزاء لاحياء ذكرى شهر محرم في داقوق (50 كلم جنوب كركوك) الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الاول 2016 ما ادى الى “مقتل العشرات من المدنيين بينهم نساء واطفال” في مدينة لا تواجد فيها لتنظيم داعش ومن الملاحظة ان مثل هذه الجرائم التي تعتبر جرائم حرب باتت عمليا نوعا من الروتين اليومي لطيران هذه القوات..وفي الكثير من الحالات يحصل استهداف لاعراس ومجالس عزاء ومستشفيات ومقرات شرطة ومواكب انسانية .
التحالف الدول عليه احترام استقلال، وسيادة العراق، ووحدة أراضيه، وعدم التدخـُّل في الشأن العراقيِّ، لأنـَّه يُشكـِّل تحدِّياً كبيراً لقواعد القانون الدوليِّ، ومبادئ الأمم المتحدة ذات الصلة بالسيادة الوطنيّة، واحترام الحُدُود الدوليّة لدولة مُوغِلةٍ في التاريخ، وراسخة في حضارتها . والدعوة إلى تفعيل الإجراءات القانونيّة اللازمة لملاحقة مُرتكِبي هذه الجرائم، وتقديمهم للعدالة، وبناء شراكة طويلة المدى حتى بعد تحرير كامل الأرض العراقـيّة، والقضاء على داعش نهائياً
التدخل الشكلي لطيران التحالف الدولي في المعركة الجارية في نينوى يمثل إستفزازاً واضحاً في هذا الوقت الغرض منه دفع القوات المسلحة المشاركة في القتال للتوقف او الانسحاب وفك الحصار المطبق عند الهجوم مما سيسهل هروب العشرات من القيادات الإرهابية المحاصرة . هذه العمليات اصبحت مكشوفة للقاصي و الداني .
من المؤمل استمرار قوات التحالف في غيها بتقدم الدعم اللوجستي كما في السابق لهذه العصابات ولان تنظيم داعش الإرهابي بات يعاني من شحة العتاد وفي الأفراد والقيادات وهذا ما دفعه لمنع خروج الشباب المدنيين من المناطق التي يسيطر عليها بهدف تجنيدهم كمقاتلين ووقودا لها في معارك المواجهات الاحقة حيث فقد تنظيم داعش الإرهابي خلال الاشهر الاخيرة الكثير من افراده ويعجز في المواجهة