في عام 1974 أقيم في العراق تحالف بين البعثيين الذين كانوا يمسكون بالسلطة و الحزب الشيوعي تحت مسمى الجبهة الوطنية التقدمية و الهدف منه ظاهرياً التصدي لما أصطلحواعليه ( بالرجعية ) في حينها و هذا المصطلح كان يطلق على الاسلام و الإسلاميين الذي أرتفع منسوب الوعي به في الوسط الشبابي العراقي حينها في صحوة أسلامية كبيرة قادها ثلة من طلبة العلوم الدينية يتقدمهم السيد محمد باقر الصدر أثارت أنتباه القوى الاستكبارية فحركت عملائها لوأد هذه الحركة و شخصوا وقتها نقاط القوة في هذه الحركة بالقاعدة و القيادة و الفكر وتمت تصفية القيادة و القاعدة في مرحلتين حيث تم اعدام شهداء قبضة الهدى والسيد الشهيد محمد باقر الصدر و من ثم أعدام عشرات الالاف من الشباب الاسلامي تحت ذريعة الانتماء لحزب الدعوة في مذبحة عظيمة لم يشهد لها التاريخ مثيل بقانون أعدام كل من ينتمي لحزب الدعوة أو يروج لأفكاره أي كل من يروج للاسلام و بأثر رجعي وأفرغت الساحة العراقية من الاسلاميين ( الرجعيين) حسب الفهم البعثشيوعي التقدمي ولكن صدام كن يخطط لشيء أخر فقد ضرب أكثر من عصفور بحجارة واحدة فمكر بالشيوعيين و نكل بهم أشد تنكيل بعد أن كشف تنظيماتهم وبدأ بملاحقتهم من المحافظات ثم حصرهم في بغداد ليضربهم الضربة القاضية ولم ينفعهم الركون الى التقدمية , واليوم تكاد تتكرر المسرحية فها هو التحالف يعود مجدداً بين الأعداء في تزاوج مثلي تحت مسمى التيار المدني و بنفس الهدف و الغاية و هو مواجهة التيار ( المتخلف ) بدل الرجعي أي التيار الاسلامي متعكزين في كسب الشارع على الاداء السياسي الفاشل للاسلاميين الذين مسكوا ببعض من السلطة بعد 2003 و الصراع السياسي بين الأحزاب الاسلامية وتسقيط بعضم للبعض الاخر حتى على حساب المباديء و المشتركات التي تجمعهم مستغلين سخط الشارع على الاسلاميين الممسكين بالسلطة ,و هذا التحالف طبعاً كسابقه يستظل بالمظلة الامريكية الاسرائيلية و يقترب منها وينفذ أجندتها في العراق وهذا ليس بغريب على البعث فطالما كان و ما زال الذيل الامريكي في المنطقة حتى أنه جاء للسلطة بقطار أمريكي كما صرح أحد قادته بذلك ولكن أن ترى الحزب الشيوعي يناغم هذا المعسكر بقوة و يمتدح أمريكا و السعودية و أسرائيل بهذا الصوت العالي خلافاً لمباديء الشيوعية الاممية التي تقوم على نصرة المستضعفين و محاربة الاستكبار و الامبريالية العالمية و رمي كل هذه الشعارات في سلة المهملات فهذا يعني موت الشيوعية كفكر في العراق و تحولها الى مجرد ساسة يبحثون عن المكاسب بعد تخليهم عن كل الثوابت الا ثابت واحد أتفقوا عليه و هو محاربة الاسلام و يحلمون بالعودة الى السلطة التي طال أنتظارها فهل سيكون نتيجة هذا الزواج المثلي مولود مشوه أم أنه لا مولود و لا نتيجة لزواج المثليين ؟