23 ديسمبر، 2024 6:31 ص

التحالف الاسلامي الجديد . . هل سيحقق اهدافه‎

التحالف الاسلامي الجديد . . هل سيحقق اهدافه‎

عندما حضر الامريكان الى العراق وغزوه . كان الامريكي يسأل كل عراقي يصادفه ، هل انت شيعي ام سني . والناس في حيرة من امرهم من هذا السؤال المشبوه الذي لم يصادفوه في حياتهم . ومنذ ذلك اليوم المشؤوم والى يومنا هذا اصبحت في اعيننا ضبابية تمنعنا في كثير من الاحيان من الحكم على الاشياء والاحداث بمنظار موضوعي او منطقي بعيد عن الرؤية الطائفية لهذا الجانب او ذاك . هذه مقدمة لا بد منها لمناقشة موضوعنا … حيث تم تشكيل تحالف اسلامي من اربعة وثلاثين دولة لمحاربة الا رهاب . او هكذا جاء في ديباجته ليكون مقره في العاصمة السعودية الرياض . ان هذا التحالف لا يمكن النظر اليه بمعزل عن التدخل الروسي في سوريا ، والتحالف الروسي الايراني لضرب الارهاب ايضا . انها ياعزيزي تحالفات مشبوهة بهدف الهيمنة والسيطرة على دول وشعوب المنطقة . انظر الى البحر المتوسط كم بارجة روسية وامريكية وفرنسية وكم غواصة من هذه الدول حتى اصبح مزدحما من كل هذه الفرقاطات والبوارج الحربية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا . كل هذه الاساطيل وكل طائرات العالم تحلق فوق اجوائنا بحجة محاربة الارهاب او داعش . هل كل هذه الحشود من اجل القضاء على عصابة تدعي الدين وتغولت علينا على حين غفلة وبطريقة مشبوهة ، ونحن لا حول ولا قوة لنا من التخلف والجهل وغياب الفكر العقائدي القادر على التصدي لهذه الجماعات المارقة . مما دعى لكل هذه الاساطيل والقوات والتحالفات لاعادة استعمارنا وسلب ارادتنا بحجة محاربة الارهاب .
    واذا عدنا الى التحالف الاسلامي الجديد فأننا لا نراه الا استعراضا للعضلات امام التحالف الروسي الايراني . وانه لن يستطيع ان يحقق اي مكاسب على الارض لعدة اسباب لعل اهمها .
    اولا : ان التحالف الجديد يضم دولا اسلامية عديدة ذات توجهات مختلفة ، وعلى سبيل المثال فان السعودية تمثل الخط السلفي الوهابي في حين ان تركيا وقطر تمثلان. الخط السلفي الجهادي . وهما متعارضان ليس بالفكر فقط وانما بالاسلوب والاهداف ايضا مما سيعرقل كثير من القرارات المتخذة . اضافة الى ان هناك مصالح بركماتية للدول الاعضاء لا تتوافق عليها .
    ثانيا : ان تحالفا شبيها لهذا التحالف قد نشأ في اليمن لضرب قوى الحوثيين وجيش علي عبد الله صالح . وان هذا التحالف لم يسر بالطريقة المرسومة له ولم يستطع ان يحقق اهدافه بالوسائل العسكرية التي وجد الحلف من اجلها . مما اعاد الجميع الى طاولة المفاوضات اخيرا .
    ثالثا : ان كل من روسيا وايران ، اضافة الى العراق سوف لا يوافقون على تواجد قوات برية من هذا الحلف على الاراضي السورية والعراقية. ، ، مما يعرضها الى مخاطر جسيمة لا قبل للدول المشاركة بالحلف لتحملها .
    ان مشاكل العراق وسوريا هي مشاكل سياسية بامتياز ولا يمكن حلها بالطرق العسكرية او بأسلوب قهر الشعوب بالقوة او بالتحالفات غير المجدية والتي لا تؤدي الا الى الخراب ومزيدا من معاناة الناس وتهجيرهم . وازاء كل هذا وذاك لا نرى الا ان يتم حسم المشاكل العالقة في سوريا والعراق بالطرق السلمية بدل سباقات التسلح والتحالفات غير المجدية . وعلى كافة الاطراف تقديم التنازلات للوصول الى حلول سلمية تضمن مصالح الدول المتنازعة وتنقذ الشعوب من ويلات الحروب التي دخلت فيها نتيجة اطماع اقليمية ودولية متجددة دائما على ارضنا