لقد بات الإرهاب الخطر الأكبر الذي يهدد الشعوب بكل انتماءاتها، ولأن الشعوب العربية والإسلامية تقع ضمن دائرة المواجهة الحقيقية المباشرة مع هذا الكائن المتوحش الذي افترس وجودها وتاريخها وحضارتها، يضاف إلى ذلك أنها المعنية بالدرجة الرئيسة في مواجهته، كما انه صار يلصق بها ظلما وبهتانا بسبب المنتحلين للهوية الإسلامية والعربية من المتطرفين المنتحلين للتسنن وأولئك المنتحلين للتشيع، فلهذا وغيره من الأمور التي يطول المقام بذكرها، صار لزما أن تستفيق الأمة وتضع حدا للإرهاب الذي نخر في جسدها عبر إستراتيجية ناجعة وسليمة وقوية قوامها الرجوع إلى خندق الوحدة والتوحد الذي به تستعيد قوتها وهيبتها وعزتها، لكي تكون قادرة على مواجهة التحديات وأبرزها الإرهاب، يضاف إلى ذلك إبراز الإسلام الإلهي الذي يصون الدماء ويحفظ كرامة الإنسان لأنه رحمة للعالمين، ورفض ومكافحة العنف والتطرف مهما كان دينه ومذهبه والذي يمرر باسم الإسلام وهو منه براء، ومن هنا فان الانخراط في تحالف إسلامي قائم على أساس الوحدة الحقيقية الصادقة وإبراز الصورة المشرقة للإسلام وقيمه العليا في السلام والتعايش السلمي والعدل، بعيدا عن تجاذبات وتقاطعات الصراعات والنزاعات بين المحاور الدولية، ويأخذ على عاتقه مسؤولية الشرع والأخلاق والإنسانية في إنقاذ الشعوب عموما وشعوب المنطقة خصوصا والشعب العراقي والسوري بالدرجة الأخص كونهما يتعرضان لإبادة جماعية على يد الإرهاب المنتحل للتشيع وذاك المنتحل لتسنن وتداعياته وإفرازاته، فان مثل هذا التحالف سيكون الأمل الذي تتطلع نحو الشعوب وتهوي إليه القلوب المفجوعة، ويحظى بتأييد العقلاء والأحرار المعتدلين الذين يؤمنون بالعدل والمساواة والسلم والسلام، ومن هنا كان تأييد ودعم ومباركة المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني للتحالف الإسلامي في بيان له بتاريخ 18/12/2015 حمل عنوان: “التحالف_الإسلامي…بين…الأمل والواقع” وهذا نصه:
(( بسم القوي العزيز …..
الجميع يسأل عن التحالف الإسلامي ونحن نسأل معهم …ونأمل ان يكون موجودا أو سيوجد فعلا …ونأمل ان يكون بعيدا عن منافسات وصراعات ومنازعات محاور القوى الدولية …ونأمل أن يكون قويّا رصينا متحمّلا مسؤولية الشرع والأخلاق والانسانية في تخليص شعوب المنطقة خاصة في العراق وسوريا من الظلم والحيف والفقر والمرض والهجرة والنزوح والحرمان والقتل والإرهاب ؟؟ فإذا هو كذلك فانه عمل جريء وشجاع واننا وبإسم مَن يوافقنا من أبناء شعبنا العربي والإسلامي المظلوم نعلن تأييدنا ومباركتنا ودعمنا الكامل للتحالف الإسلامي ، ونأمل ان يكون التحالف عند حسن ظن الملايين المحرومة المظلومة التي تركت الديار قفارا وسكنت البراري والجبال وعبرت البحار وغرق وفُقِدَ الآلاف وهم يشكون ظلم العباد الى الله الواحد الأحد.)).