قال الملك سلمان بن عبد العزيز ( لمصر في نفسي مكانة خاصة ، ونحن في المملكة نعتز بها ، وبعلاقتنا الإستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي ، حفظ الله مصر ، وحفظ شعبها ) في تغريدة أثتاء زيارته لمصر والتي يؤكد فيها على أهمية العلاقات الإستراتيجية بين الدولتين للعالمين العربي والإسلامي ، وقد تميزت هذه الزيارة بثقلها من خلال الجهات التي زارها الملك ، ورغم الظاهر أن الجانب الإقتصادي قد طغى على المحادثات واللقاءات ، لكن هناك أمور أكثر أهمية تمثل الهدف الرئيسي لهذه الزيارة ويكون الجانب الإقتصادي في خدمتها ومن أجل تحقيقها ، ويبدوأنه تم الإتفاق على هذه الأمور أو سيتم الإتفاق عليها ، وسيكون لها التأثير الواضح على مجريات الأحداث في المنطقة في المستقبل القريب ، وأنا أركز على تشكيل التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية وتحركاته المستقبلية لوضع حد لمأساة شعوب المنطقة والوقوف في وجه التمدد الإيراني وخصوصاً في سوريا والعراق ، والسعودية قطعاً بحاجة إلى ثقل مصر العربي والإسلامي والدولي للمساهمة في التحالف ولا ترضى بمشاركة رمزية لمصر ، وأعتقد أن الهدف من الزيارة هو إعادة مصر لممارسة دورها الفاعل في المنطقة العربية .ومن خلال ملاحظة الجهات التي زارها العاهل السعودي متمثلة بالبرلمان والأزهر واللقاء بالبابا تواضروس الثاني إضافة للجانب الحكومي المتمثل بالسلطة التنفيذية نستطيع تلقف عدة رسائل منها أن التحالف له توجه وأولويات للمراحل القادمة تتمثل بتبني الفكر الوسطي المعتدل ومواجهة الأفكار المتشددة وذلك بإدخال الأزهر في دعم منظومة التحالف الفكرية ، وعلى الأزهر أن يأخذ دوره بقوة في هذا المجال ويكون أهلاً لذلك بالتعاون مع الجهات العربية الأخرى التي تمتلك رؤيا واضحة لحقيقة المشروع الإيراني وغيره من المشاريع التوسعية ، كذلك فإن من الرسائل المهمة التأكيد على الدور المهم لمصر في التحالف الإسلامي من الناحية العسكرية سواء ثقلها البشري أو الإعلامي أو التسليحي أو السياسي وهذا يعطي دفعة قوية للتحالف الإسلامي بأخذ المبادرة لتحرير شعوب المنطقة ، وهناك رسالة أخرى تمثلت بزيارة البرلمان وهي تعني أن التحالف لا يركز على الحكومات فقط وإنما يسعى إلى دعم الشعوب لإستغلال ثقلها لصالح التغيير الذي سوف يكون في خدمة هذه الشعوب لرفع الظلم عنها ودرء الأخطار الموجهة لها .ومن هنا نتعرف على أحد الأسباب التي دعت المرجع العراقي العربي عند طرحه لمشروع خلاص من أجل إنقاذ العراق من الواقع المأساوي الذي يمر به إلى الإستعانة بمصر لدعم هذا المشروع وتطبيقه على أرض الواقع حيث جاء في مشروع خلاص الفقرة التاسعة ( لإنجاح المشروع لابد من الإستعانة بدول وخاصة من دول المنطقة والجوار ولقطع تجاذبات وتقاطعات محتملة فنقترح أن تكون الإستفادة والإستعانة من دول كالأردن ومصر والجزائر وغيرها ) وأكد المرجع الصرخي في مشروع الخلاص البند العاشر ( إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائياً من اللعبة في العراق حيث أن إيران المحتل والمتدخل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح ) .وعليه فإن التحالف الإسلامي بمشاركة مصر سوف يكون أكثر جرأة وأكثر إستقلالاً وأقل رضوخاً للضغوط ولمصالح الدول العظمى وسوف تتحرر مع تحركه دول المنطقة العربية وشعوبها وسوف يتوقف التوسع الإمبراطوري الإيراني ، بل سيكون له تأثيراته حتى على الداخل الإيراني بتقوية الشعوب المظلومة تحت قهر وسياط ولاية الفقيه الإيرانية .