تقصير الآحزاب في تأسيس علاقة طيبة مع الجماهير ونيل ثقتها على انها أحزاب أهلا للقيادة وبناة دولة عصرية سببه ان تلك الآحزاب لم تصل مستوى النضج السياسي وتتبنى النهج الديمقراطي سبيلا في بناء وترتيب بيتها الداخلي. والدولة الديمقراطية لا تبنى الا بأحزاب ديمقراطية , لذا كان نشوء العملية السياسية مرتبك وتقضي استحقاقاتها المطلوبة المهمة وفقا لما تقتضية مصالح الآحزاب الفئوية وليس بما تقتضية المصلحة الوطنية العامة ومصالح الشعب جوهر العمل .
الغالبية العظمى من الجماهير العراقية ترى من عدم وضوح الصورة وضبابية العمل الحزبي لتلك القوى , هاجسا لخلق أجواء الريبة وعدم الثقة , وعدم فهم طبيعة عملها .هل تعمل على أسس حزبية تنظيمية جماعية القيادة لها مبادي وأفكار وأهداف وتوجهات عقائدية والآستمرار في العمل السياسي ؟أم أحزاب من الله عليها بالقائد الملهم المسير لشؤون الرعية , أم وأحزاب لبرالية وحركات لها مواسم محددة تظهر في وقت الآنتخابات وتختفي فيما بعد؟. هدفها الوصول الى السلطة بأي ثمن …..من متطلبات وضروريات العمل السياسي المتين قوة التظيم والخطاب والمهنية في التنظيم والوضوح والآستمرارية في الساحة بقوة حتى بعد انتهاء الآنتخابات لخلق الثقة مع الجماهير تعكسها تلك الجماهير بقوة التصويت لآنجاز الآستحقاق الآكبر.
لو أمعنا النظر ودققنا بالكثير من القوائم والتحالفات الحالية المشاركة في الآنتخابات لوجدناها عبارة عن تجمعات من أشخاص تربطهم مصالح محدودة ينفرط عقدها في أقرب وقت, في حالة الفوز أو الخسارة, وربما لم يطلع أغلب المرشحين على النظام الداخلي للحركات أو الآحزاب التي يرشح من خلالها هذا اذا كانت لها أنظمة داخلية .
المصالح الآنية للحركات والآحزاب الحولية….. لم تكون الآحزاب الكيبرة صاحبة التاريخ والتضحيات بعيدة عنها فهي الآخرى تبحث عن بدائل وحيل تزيد من حظوظ الحصول على أكبر عدد من الآصوات ,وليس بأمكانها تحقيق النصر المرجوا بالآعتماد على جماهيرها المنظمة,وابتعاد الصوت المستقل وربما المتعاطف بدوافع طائفية ومذهبية ,دفعها للعمل بقوة على ( التجنيد سياسي) للمرشحين المستقلين وعلى حد أدنى من التوافقات والمشتركات السياسية والآيدلوجية والفكرية وتطبيق سياسة تجميع المصالح وتحويل مطالب الناس العامة الى بدائل سياسية .
بعض التساؤلات تطرح على المرشح المستقل المتحالف , فهل هو حقا مستقل ويحافظ على استقلاليته التي اتصف بها والتي من أجلها صوت له الناخب المستقل وحصل على صوته؟وهل يسمح له الحزب ببقاءه مستقلا أم يكون تابع للآيدلوجيا ومبادي الحزب ويؤدي مراسيم الولاء والطاعة للسيد رئيس الحزب ويفشل في تحقيق مطالب الجماهير المستقلة والتي رأت فيه فرص تحقيقيها ؟.
اللوم لا يتحمله المرشح المستقل والناخب المستقل الباحث عن تمثيل له و النافر من الآحزاب من جراء فشلها في ادارة شؤون الدولة, هذه الغالبية والتي أريد لها أن تغيب بأرادة من أقر قانون سانت ليغو كنظام انتخابي .
المصالح متبادلة…. والتباين نسبي …..المرشح المستقل يريد من وراء تحالفه مع الحزب أن يحقق بعض المكاسب وجلب السكينه والآطمئنان لنفسه و يتجاوز(محنة ليغوا) العتبة واكتساب فرص النجاح من خلال الحضور الآعلامي والشعبي والدعاية الآنتخابية للحزب المتحالف معه,علما أن أغلب الآحزاب لم تثقف للمرشح المستقل بين أنصارها وهذه الحقيقة يعلمها المرشح نفسه.
ما تحققه الأحزاب من خلال هذا التحالف أكثر بكثير مما يحققه المرشح المستقل …اظهار نفسها أمام الناخب والرأي العام على أنها أحزاب جماهيرية وغير فئوية ولم تقتصر على العناصر المنتمية للحزب فقط وتمثل كل أطياف الشعب وانها أحزاب تقبل الآخرين رغم اختلاف الآفكار والتوجهات .
حصاد أصوات الناخبين المستقلين بأموال المرشح وجهده وبعد ما يصرف ما لديه من تحويشة العمر والآقتراض من الآخرين …… وتذهب أحلامه مع الريح بعد نهاية الآنتخابات مباشرة وتبدأ حملة مطاردة تسديد الديون. وأصواته المعدودة تذهب للقائمة( والسيد المرشح يعوضه الله)
أيام معدودات تفصلنا عما نتوقع ونظن ,فهل يقول الشعب ما لا نتوقعه ونظنه … ويذهب للتغيير وليس التجديد…….ويقع برؤوس قد فشلت وحان قطفها.