هل ان كل جديد تطرحه المحاولات الأبداعية بكل مدياتها الأدبية والفكرية والفنية المعاصرة يكون مقبولا يتجاوب مع الواقع على اقل تقدير اوبمعنى اخر يمكننا الأخذ به والتواصل معه عند النظر اليه نظرة جدية فاحصة والتوقف عنده وتامل حالة الادهاش المنعكسه خلاله ودراسة جدواه وما الى ذلك من حالات انفعالية تصدر بعد كل جديد….سحر …نغم …انشاد ايقاع لغة …صورة شعرية جديدة… وما الى ذلك …والأسئلة المطروحة منطقية وواقعية في كل ابعادها ..
صحيح هو يصدم ويفاجأ في اول الأمرويمنحنا رغبة الكشف والمعاودة والتفحص وحالة الفضول الدائمة لكل المتطلعين للأبداع والتطور والحداثة فالمغامرون يبداون بالشكل اولا ويطرحون خلاله المضمون ينوعون عبره افكارهم ورؤاهم ومايرمون به ليواكبوا الحياة في تطورها وتغيرها ويتناغمون مع حركة الحياة الصاعدة وليتركوا اثرا لأسمائهم الجديدة
واهم مايميز به ادبنا الحديث اليوم واذا شئنا تسميته بأدب ((الانترنيت ))اوادب مواقع التواصل الاجتماعي او ((ادب القرية الصغيرة )) ومسميات اخرى يتداولها الاعلام المعاصر بعد هذه الثورة التي حصلت في تكنولوجيا المعلومات ومثلما تحولت كرتنا الارضية به له خاصية تميزه عن ادب العصور الاخرى التي سبقتنا كلها القريبة والبعيدة انه عصر سهولة وسرعة الاتصالات بأنه خارق للزمان والمكان والحدث وتلك الخصوصية التي شملته جعلتعه يعايش الالي والدائم والمنقطع والمتصل والقديم والحديث والجديد والداخلي والخارجي المترجم والاصلي وكل هذه التداخلات تفاعلت في فوضى تكويناتها
فالتخيل هنا يكون ناتج تفاعل كل هذه العناصر وعندما تكون المخيلة المبدعة خارج زمن هذه الاشياء الواقعي بما فيها الفلسفي والتاريخي والسيكولوجي وما الى ذلك تغدو لعبة لغوية لامعنى لها ولاروح وخارج سياقات عالمنا المتداخل
فالقراءة المبدعة للعالم المعاصر تتغير ومع هذا التغيير تكتب لحظتها لتواكب احداثها العظيمة فالذي يكتب خارج هذه السياقات يكون خارج السرب ويتخلف عن الطيران ويسقط في اقل مراوحة بل ينتهي في بحار النسيان الجارفة وفي اول موجة تلفظه اذا كان لايجيد السباحة الصعبة عبر موجات بحار الشعر العارمة واذ لم تكن
لغته استثنائية تعيد انتاج الحياة الجديدة ويناور بها وفق ايقاع العصر وسرعته الخارقة ….واذا لم يكن نصه مفتوحا على الحياة بافاقها المتعددة الخلاقة سيجد نفسه ضاجا بمحنته …..
واذا لم تكن لديه القدرة في مواصلة اساليب التنوع والتغيير الحاصل وتطويع عالمه الخاص مع الثقافات العالمية والانطلاق من الاصول والثوابت دون الاخلال في اعراف التجديد والذوق العام والصنعة الشعرية بأصولها وذاتها سيبقى حائرا يدور حول نفسه دون جدوى ….
ان الصفة الشعرية ثقافة عامة تؤهل الشاعر لأنتاج خطابه في انتظار لحظة الادهاش كونه تلقائيا حدسيا مدركا استنتاجيا فالابداع لايتحدد بالاسلوب والزمان والوسيلة كذلك الادراك بوصفه صفة متقنة وروحا خلاقة لايمكن لأي مجرب ان يمتلكها ولنمضي في معادلة اليوت الحادة ((على من يريد ان يبقى شاعرا بعد الخامسة والعشرين من العمر ان يكتب وهو يحس حضور الشعر من هوميروس الى أفضل شاعر معاصر في جميع لغات الكون حضورا ماثلا في دمه وفي نخاع العظام منه ))…….