16 سبتمبر، 2024 10:05 م
Search
Close this search box.

التجربة الأبداعية بين التنزيل والاكتساب! – 1

التجربة الأبداعية بين التنزيل والاكتساب! – 1

اود ان ابدء بشكر الله الذي امدنا بما نعلم وان امتد بشكري الى رسل البعث العلمي من الله واخرهم محمد الذي تلى علينا آيات ربه وزكانا وعلمنا الكتاب والحكمه  , الرسول الذي دخل غار حراء أميا وخرج منه سميعا بصيرا , الرسل التي تنبهنا الى نظام الانزال المعرفي من الله.

الامور التي فارقتنا فاعليتها من زمان تداعيا مع جدلية الكون ومساره الدائري فليس في الكون مسارخطي , منه بدءنا واليه نعود ونحن في الرحله ما بين ارتكاس وصعود , اندثار و نهوض , خفاء وجلاء , غفله وانتباه , صدق وكذب , كفر وايمان , هكذا ان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين , نظام الوكاله المنسيه والفاعليه الفاعله من وراء حجاب وكل شئ درجات , منهم ومنهم دون ذلك.
الجدليه الفاعله في الوجودين الاجتماعي والطبيعي جدلية الاتيان والانتزاع , الاعزاز والاذلال على المستوى الاجتماعي وجدلية الايلاج والاخراج على المستوى الطبيعي.
فجيعتنا اننا لم نعد نناقش مفاهيم التنزيل ولا نؤمن بالتنزيل! ولا نعرف كيف نفعّل التنزيل ولا موقع فصنا في نصوص كون الله المكتوب وغير المكتوب , الساكن والمتحرك , الموهوب و المكسوب , فكلنا فصوص في النصوص وضياعنا يكمن في اهمال الموهوب والاستغراق في المكسوب , وطغيان النظرة غير المتوازنه.
فصوص رجال الله المبدعين في نصوص الله المفتوحه.
أود ان اوكد ايضا الى ان الكون مبرمج على الانكشاف المعرفي , هكذا سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبن لهم أنه ألحق. وما نراه من أندلاع معرفي يعج به كوننا الا دليل على ذلك الاستنباء القراني والذي لا يمثل الا النزر اليسير من علم ربك الذي لا يعرف النضوب , العلم الذي نامت المنطقة عن ان تساهم فيه بل ان تكون رائدته باعتبارها الامه التي نزل بلغتها ذلك الكنز الرهيب.
ان الماساة التي تعيشها المنطقه ماساة لا يمكن لكل ماسي الكون ان تتقارن بها وذلك لانها تمتلك ذلك الكنز وهي تغط في سبات عميق , لاغرابه ان يجعل الله الانسان الغافل دون مستوى البهائم , فالمعاناة عميقة والمشاعر لا يستطيع من اصابه الضنى …! اخفاءها.
عندما تتحول المعرفة من الدرايه الى الروايه تفقد قدرتها على التغير. عندما تعيش النخب المثقفه من الامه في اطار العنعنة الثقافية تموت الملكة الابداعية , عندما تنسى عملية التصحيح الذاتي كمدخل اساس في الارتقاء لا يتحقق شئ , اصبحنا نردد ولا ندري اننا من المرددين , و الشواهد على ذلك في مجتمعنا كثيرة , تقطع نياط القلب!
الادعاء الابكم والصدق الغائب! وماساة النسر الذي فقد مخالبه!  والرجل الذ ي ينقد الاخر ولا ينقد ذاته! وعن بناء ذاته في سبات!
عندما ننسى ان الله هوالمصدر الاساس للمعرفه وتندثر المعتكفات العلمية وتهدم بيوت التصومع من اجل الاستنزال المعرفي وتصبح المعرفة ترف لساني لا أهتزاز وجداني , تموت كل حركات الافاقه الصحيحه في الامه … حركة التجديد , حركة النهوض , حركة الابداع , حركة الرؤى الجديده! حركة الارتحال من دهر الاعتياد الى دهر الابداع.
ما اقول  ليس خيالا شعريا ولا ترفا فكريا بل قانونا كونيا وواقعا تجريبيا عاشته كل الامم , اذهب الى فرعون انه طغى , مسار اقرء المحمدي! الامة الامية التي لم تالف التراكم المعرفي وصنعت التاريخ , اعادة صياغة المفاهيم من اجل صياغة الزمان والمكان من جديد. المسار الجديد في التصحيح وبناء التقدم!
انها اللغة الجديدة مع انسان يفهم التطابق ويفهم صبوة الكلمه التي خرقت ذاته من اجل الصعود , الانسان الذي يحترم الكلمة ويسجد عند محرابها محراب الله الابداعي , بديع السموات والارض! انسان يفهم مجموعية الفرد وفردية المجموع , انسان ادرك فاعلية الذات عند ارتباطها بربها , ادرك موضوعية كونه وقوانينه الموزونه.
انها لعبة التماوج , تماوج الفص في النصوص باحثا ومريدا تحقيق دوره عبر التحولات والتقمصات , التالفات والتفارقات اللامحدوده. من اجل بناء نصوصه من جديد , فان ربنا كل يوم هو في شأن جديد! حركة التجديد المستمره!
ان الوجود هو كلمات الله التي لاتنضب وما ملكاتنا الا الياتنا للتقاط تلك الكلمات باتجاه الارتقاء ذاتيا و حضاريا عبر مجسات السمع والبصر مجسات الشم و الذوق واللمس والفؤاد الصاحي.
اندلاعات الابدعات التي صممها الله فيك , خلقكم وما تعملون , والتي لا يعرف اسرارها الا المبدع ذاته , المبدع الذي احس بما نزل فيه واحس بالتداعي الابداعي للتعبير عما نزل فيه و احس النشوة المرافقه كدليل لما نزل فيه والشاهد على مانزل فيه , الصاغي لتلاوة الشاهد فيه! تمام الكلمه في الصدق والعدل.

يتبع…
[email protected]

أحدث المقالات