إذا كان جارك ذئبا , فعليك أن تكون ذئبا ذؤوبا لكي تعيش بسلام , فالذئاب تهاب الذئاب , وإن تقاتلت فأنها تتحسب كثيرا ولا تستطيع أن تأكل بعضها.
أما عندما يكون جارك ذئبا , وتكون خروفا أو حملا وديعا , فماذا تتوقع وتترتجي؟!!
أ ليس مصير الخروف الإفتراس؟!
فالذئاب تحب أكل الخرفان , وتجدها من أسهل الصيد وذات لحم لذيذ.
وبعض المجتمعات تحوّلت إلى خرفان , وجارها يزداد تذؤوبا وتأسّدا , وتتوقع منه المحبة والمودة والسلام!!
فأية حماقة هذه , وأية سفاهة وبُقل؟!!
وكم تناقلت الأجيال القول التالي:
“إذا لم تكن ذئبا ذؤوبا بالت عليك الثعالب”!!
فكيف إذا كنت خروفا مثاغيا راتعا تابعا , قابعا في حضائر هذا وذاك من المُسَخّرين لتحضير الخرفان للجزر والإفتراس؟!!
إنّ اللوم لا يقع على الذئاب , لأن لديها مخالب وأنياب وتجوع فتبحث عن الطعام , وحتى إذا شبعت ورأت فريسة , فأنها تقتلها وتحفظها لتكون جاهزة عندما تجوع.
لكن اللوم كل اللوم يقع على المجتمعات التي خلعت أنيابها وقلّمت مخالبها , وإرتضت ن تكون في حضائر الخرفان , والذئاب تحاوطها وتحاصرها , وتمنعها من رفع رؤوسها , وإنما عليها أن تبقى راتعة في هوانها , وتأكل من فضلات ما يُلقى إليها من الطعام.
فكيف تتحول المجتمعات إلى خراف وتستلطف صولات الذئاب , وتأنس بتبعيتها لها , وهي تعرف أن مصيرها سيكون بين أنيابها؟!!
إنه لغز سلوكي محيّر , لا يمكن تفسيره إلا عندما تتحول الأديان والعقائد إلى تجارة بضاعتها البشر المغلوب على أمره.
فكل ذئب قد وضع على رأسه تاجا وأطلق ما يميزه , ويمنحه هيأة الوحش الكاسر الذي لا يتعب من الإفتراس.
فهل ستستفيق الخرفان وتتعلم سلوك الذئاب , لكي تخشاها الذئاب المتكالبة المتأهبة لمزيد من الإفتراس؟!!