22 ديسمبر، 2024 1:57 م

التجار …  والانبار

التجار …  والانبار

 لعلك وانت تتابع خارطة الانبار الجغرافية تلاحظ ان اقضية ونواحي الانبار اغلبها تمتد على الطريق التجاري بين العراق وبلاد الشام (الاردن وسوريا) ستعرف حينها سبب تميزها بارتفاع نسبة الممارسين لمهنة التجارة دون غيرها من المهن مقارنة بالمحافظات الاخرى وهي ثاني مهنة بعد الزراعة يزاولها ابناء هذه المحافظة وعلى هذا فان العقلية التجارية لمجتمعات المنطقة صارت جزء من الموروث الاجتماعي الذي ينقله الاباء الى الابناء 

ومن هنا صارت لبعض الاسماء الانبارية الصدى العالي  في هذا المجال وعليه تكونت الامبراطوريات التجارية في مجالات تجارية مختلفة

فعندما نتحدث عن تجارة القماش في  بغداد يتبادر الى اذهاننا سوق القماش في الشورجة ومن بينهم يبرز اسماء التجار الكبيسات

وعندما نتحدث عن تجارة الحبوب تبرز اسماء لتجار من الفلوجة ومن هيت ومن عانة

وعندما نتحدث عن تجار ادوات السيارات والعجلات الزراعية تبرز اسماء تجار من الفلوجة وراوة وعانة وهيت…. وهكذا 

اليوم هذه المدينة التي صنعت لابناءها مجدهم ..ومدتهم باسباب العلو والرفعة والمكانة الاجتماعية والقيم العليا التي صار يحسدهم العالم عليها ويشار لهم ….وليس الفلوجة ببعيدة عنا حيث وصل صدى عزها كل بيت في الغرب الامريكي والبريطاني

هذه المحافظة باتت تأن من الشكوى مما تعاني منه جراء ما حل بابناءها وكيف اصبحت ساكنتة صامتة تبكي فراق النازحين وتان من اصوات  مدافع الجيش والحشد العشائري واصوات ازيز  طائرات التحالف وقصفها وحقد الدواعش ومفخخاتهم وعبواتهم التي تحصد الشباب والاطفال والنساء    

    حيث انبرى ابناءها الابطال ليقفوا بوجه اعداء الاسلام والامة من الدواعش فحرروها بدماءهم الى جانب قوات البلاد الوطنية التي تمثلت فيها كل الوان بلدنا العزيز 

واليوم ونحن نرتقب ان يوشك الصراع العسكري في الانبار يتهيأ لاسدال الستار منتصرا ومبشرا بمرحلة عودة النازحين والاستقرار والتي  تورث من بعدها مرحلة الاعمار .

تحتاج هذه المدينة من ابناءها ان تكون بصمتهم مميزة في مرحلة الاستقرار كما هي كانت مميزة في مرحلة التحرير 

ولان لكل مرحلة رجالها كانت للمقاتلين من ابناء العشائر من الصولات التي سجلوها ما يرفع الراس وتفتخر به الاجيال 

ولذلك صارت مرحلة الاستقرار هي المرحلة الاولى التي ينزل بها التجار واصحاب رؤوس الاموال الذين ملات تجاراتهم الافاق واستطاعوا ان ينقلوا بعض من اسواقهم او مكاتبهم الى عمان او القاهرة او دبي او اسطنبول هي الساحة التي تبرز فيها تنافساتهم لتقديم المزيد من الدعم للمحافظة 

ولنا ان نعرف ان استثمار العقار في عمان للشهرين الاخيرين للجالية العراقية بلغت (26) مليون دولار ولنا ان نتصور الامكانات التي تمتلكها علما ان هذه الجالية كلها سنية 

وفي هذا دعوة صريحة لتجارالانبار ليكون لهم موقفهم الذي يسجله التاريخ في دعمهم وتبرعهم وتكفلهم لجهود العودة في مرحلة الاستقرار واعادة النازحين ومن ثم اعادة الاعمار وليكن لسان حالهم يقول 

 

انا الشـــــجر الممتد في كـــل خافق        جذوري لها في العـــالمين اصـول 

اذا جــاع طـفل فــي الانبـــارامدني        فيهطل من لحمـــي عليه نخيــــــل