20 مايو، 2024 8:31 م
Search
Close this search box.

التبعية والتدويل في ازماتنا الراهنة !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبدو ان الازمات العراقية رغم كثرتها وملازمتها للعملية السياسية كان الاغلب منها ليست عراقية  خالصة ، وانما كانت من نتاج دول اقليمية ودولية . والمتابع للسياسة الاقليمية يرى ان العراق هو من بين الدول التي تتعرض الى تفتيت نسيجها الاجتماعي  وتجزءتها الى دول انشطارية واشاعة الفوضى فيها  ، ويلعب المحور ( التركي – القطري – السعودي ) دوراً رئيسياً في تنفيذ المخطط  (الامريكي – الصهيوني ) القاضي بتفيت المنطقة واغراقها بالفتن والازمات كي تكون جاهزة للتفتيت والانشطار ، و تُشير تقارير مراكز الابحاث الامريكية ان الفترة المقبلة تنبأ بنشوء (73) ثلاث وسبعون دولة جديدة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا . واللافت للنظر ان تركيا لم تسلم من هذا الانشطار والتقسيم وسيتم تقسيمها الى ثلاث دول (تركيا عثمانية ، كردية ، علوية ) فضلاً عن دول صغيرة في ( سوريا ، الجزائر ، وليبيا ، ومصر، والسودان  ) فيما تكون ايران مرشحة الى خمس دول ( فارسية ، عربية ، كردية ، بلوشية ، تركمانية ) . كلها يجري اعدادها على قدم وساق ، الا ان التأخير كان بدوافع تكتيكية وليس استراتيجية وذلك لعدم اكتمال الخطط التي تم وضعها لا سيما  محاولات اذكاء التطرف والتشدد السلفي في المنطقة وايصال شعوبها الى قناعة ان الانفصال والانشطار هو الحل الواقعي لها ، وبالتالي ان المنطقة لا تكون بمعزل عن بعضها جراء تلك التصنيفات والمواقف والاحداث والمصالح . امام هذا التحليل المنطقي لما يدور على الساحة الاقليمية والتحرك الذي يقوم به محور ( تركيا وقطر والسعودية) بتنفيذ السياسة الامريكية والصهيونية بجدارة نيابة عن امريكا بعد ان فقدت مصداقيتها في المنطقة وكره الشعوب لها ، اضحى التدخل علناً لتغير الانظمة واحلال بدلها انظمة اكثر ولاءاً لها من ذي قبل . وما يجري في العراق اليوم فهو ليس بمستغرب ازاء هذه الطروحات ، فضلاً عن ضالة بعض الساسة العراقيين  في علم السياسة  واصبحوا  من هواتها ومراهقيها وبالتالي لم يصلوا  الى مستوى الاحتراف السياسي مما جعلهم تبعاً لسطوة هذا المحور البغيض . ولا يختلف التدويل والتبعية بالمعنى العام لان التدويل هو التبعية بعينها ، فأية ازمة داخلية ناشئة سرعان ما يتم ربطها بهذا المحور ومن ثم تدويلها بغية تجريد الحكومة من احتواءها لان المشروع الاقليمي يقتضي هكذا  . لذا ينبغي تذكير امريكا ان  المساهمة في تدويل ازماتنا وتدخل المحور الثلاثي  في شؤوننا سيكون نكولاً عن التزاماتها الدولية في المحافظة على وحدة وسلامة العراق  .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب