22 ديسمبر، 2024 8:21 م

الاهتمام بالمظهر دون الجوهر من معالم منظومة تنمية التخلف
الغالب من الناس التي تظن أنها تسير في طريق الإصلاح لا تهتم بالجوهر وتركز على المظهر وتعيد التجارب الفاشلة ظنا أنها تراجع ذاتها فتعيد ذات خطوات الفشل، ذلك بسبب عنصر الموثوقية وغياب التفريق بين ثوابت الفكر ومتغيراته أو ثوابت الفكر ومتغيرات المدنية سواء في التخطيط أو العلاقات العامة أو السياسة وغيرها مما يناقش في متن المقالة التالي.
إخفاقات سلوكية
السياسة عند الشعوب المتخلفة مرتبطة بكرسي السلطة ولا تجيد التعبير عن أكثر من السعي للحصول عليها، والوصول إليها غاية تتوقف عندها الرحلة والمراكب.
انتهاج الحداثة بمفهوم الثبوتية والثبات بمعنى التوقف حيث أنت بما تؤمن مخالف للحداثة، الحداثة ترفع الموثوقية عن كل شيء، لكن دعاة الحداثة في مجتمعنا رفعوا الموثوقية عن الدين والقيم وجمدوا على ما وصلهم وتغير العالم وهم حيث انبهروا لا يرون التغيير.
الحداثة أصلا لها وسائلها السلوكية التي تعني أفضل الطرق للوصول إلى المنفعة وليست بالمثل الفلسفية أو الأيدولوجيات المرتكزة إلى منظومة قيمية أخلاقية.
من السلوكيات السلبية انعكاس فهم الثبات على المبدأ بمعناه المدني والتعامل معه كأيديولوجيا فيعتبر الموقف تجاه طرف ما هو موقفا مبدئيا بينما في السياسة لا يكون الثبات على المبدأ بهذا المعنى وإنما الثبات على مصالح الأمة إن كان قائدا أو ممثلا لها، ومصالح الأمة تتغير وفق متغيرات الظروف فليس عيبا أن تتغير الأهداف ما دامت الغاية هي رفعة واستقرار الأمة، فالإصرار أحيانا كثيرة يؤدي إلى نتائج عكسية وربما مزيدا من الأذى للشعوب وانسداد لمسارات الأهداف، خصوصا أن كان الزعم بالثبات على المبدأ هو تبرير للفشل في التعامل السياسي أو القدرة على الممارسة ذاتها نتيجة ترسبات جامدة في الشخصية متمثلة بالعقلية والنفسية.
التمكين للشعب أم التمكن عليه
التمكين عند رجال الدولة هو العمران وتمكين الأمة والشعب، أما التمكين عند حملة القيم المشوهة فهو تمكين على الشعب وخراب العمران وتدني لقيمة الإنسان.
وهنالك من يرى الفساد عند أدعياء الدين عند التمكين، وهذا يأتي من فراغ الفكر عند النشأة والارتقاء بالمكانة دون العلم في زمن العسرة فتشبع غريزة التدين لكن الغرائز الأخرى لا تبقى من غير إشباع، فعند التمكين تثار غريزة التملك للاستيلاء على المال وتثار حب السيادة عند القدرة على الظلم وهكذا تجد هذه الناس تتعامل من خلال مفاهيم مشوهة لتكون من اشد أدوات الفساد.
الوهم يدافع عن وجوده في الحقيقة
هنالك من يقوم بفاعليات على الميديا والإنترنيت وتجد انه معجب بفعله رغم انه لا ينتج حقا شيئا أكثر من تمكن الأنا منه فيحس بنجاح وهمي من خلال المادحين والمتداخلين وهم لا يشكلون نسبة فاعلة، تشخيص السلبيات لم يعد من باب الوعي وإنما تجذير العجز والسلبية عند العاجزين، وتجسيد أفكار أن هنالك خير كله متوهم وهنالك شر كله حاضرا، وان السلبية تكمن في طرف واحد، وأن الطرف الآخر كله حسنات، وهذا قطعا لن يؤدي إلى معرفة الماهية التي ترتكز عليها أدوات الإصلاح.
السطحيون في الإصلاح ليست لديهم رؤية أكثر من تقديم الذات أو الإثارة، وهم لا يتعلمون لأنهم يبررون ولا يتفكرون فالوهم عند الإنسان اشد من يدافع عن رسوخه كحقيقة في الذهن، بينما الإصلاح أن يكون لديك على الأقل إطار عام لرؤية مرنة تجعل تبادل الأفكار ممكنا، وعندما تتشكل القناعة بفكرة أن أدوات الهدم لا تصلح للبناء، عندها سيكون الأمر ذو اتجاه واحد هو التغيير وهذا يحتاج إلى صناعة أدوات لا تضمن نقاؤها مالم تأتي بفكر شفاف واضح جامع غير جدلي وهو ليس هينا.