(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
صدق الله العظيم
بعد تدهور الأوضاع الأمنية في المناطق والمدن التي سيطرت عليها الميليشيات المسلحة وخصوصاً في مناطق تلعفر وآمرلي تدفق مئآت الآلاف من النازحين التركمان إلى مناطق تعتبر آمنة نسبياً هرباً من جحيم القتل والتعذيب.
ولا يخفى على احد ما يعانونه النازحين من سوء الاوضاع الانسانية المزرية والمأساوية وسط نقص كبير في الاغذية والادوية بالاضافة إلى انهم لم يذوقوا لا طعم شهر رمضان الفضيل ولا حلاوة عيد الفطر المبارك بعيدا عن مدنهم وذويهم ومساكنهم وان الكثير منهم يعيشون في المخيمات التي لا تصلح حتى سكنا لكائن حي وفي ظل جو حار ملتهب أو يفترشون الطرق والجزرات الوسطية في المدن التي لجؤا اليها دون توفر أية مستلزمات للمعيشة من ماء صالح للشرب او غذاء صحي او فراش يقيهم من شدة الحر الملتهب اليوم او من البرد القارس غدا.
إن إرسال الخيم وبعض المعونات الانسانية من قبل بعض هيئات الإغاثة والمنظمات التركية لم تلبي ولو 10% من متطلبات واحتياجات النازحين وكما أن المواقف البطولية للكثير من أهالي المدن في مساعدة إخوانهم النازحين لم تنقذ العوائل من معاناتهم المأساوية خاصة واننا نعلم ونسمع ونشاهد يومياً وفاة العشرات من الأطفال والشيوخ نتيجة الأمراض والأوبئة التي أنتشرت في تلك المخيمات او من جراء نقص الاغذية والمستلزمات الضرورية لديمومة الحياة.
ونظراً لتلقي موقعي الكثير من بعض اخواني الطيبين يطالبونني بمناشدة جميع السادة المسؤولين التركمان بالمبادرة بالتبرع براتبهم الشهري ولو لمرة واحدة ليكونوا قدوة وحافزاً قوياً للاخرين وخاصة من رجال الأعمال والأغنياء التركمان ولكي نعطي إنطباعاً إيجابياً بأننا جسدً واحد ومن سماتنا الأساسية نكران الذات والوقوف مع بعضنا البعض في أوقات الشدة والعوز وليجني السادة اللذين انتخبناهم ثمرات صدقاتهم على اخوانهم من ذوي القربى حبًا ويكسبوا مرضاة الله عزل وجل .
وعلى ضوء ما تقدم فأقترح أن يتقدم السادة الوزراء والنواب التركمان الحاليين والمتقاعدين وجميع الأعضاء التركمان في مجالس المحافظات والأقضية والنواحي والمدراء العامين باعلان التبرع برواتبهم الشهرية وان يكونوا اول المتقدمين في تقديم الخيرات وردا للاصوات التي اوصلهم الى مناصبهم وزكاة لاموالهم ومذكرين الاخرين بأن عملهم هذا يعتبر ضرورة قومية لمواجهة الظروف التى يمر بها اخواننا النازحين وواجبا ًوإنسانياً وقومياً مفروضاً على الجميع ولحين عودة اخواننا النازحين الى ديارهم سالمين معافيين باذن الله.