23 ديسمبر، 2024 4:39 م

التاسع من نيسان .. يقض مشاعر الشرفاء ويريح وسائد الخونه ؟!

التاسع من نيسان .. يقض مشاعر الشرفاء ويريح وسائد الخونه ؟!

بين هذه الاعمدة تتداخل اصوات شدت رحال انينها لساعات توزعت بين اشلاء النخيل وغربة الاشنات وخريرمنفي لماء يتجه الي الجنوب .. انها المنارات وقباب الذين كانوا يستظلون بالتقوي , بغداد مدينة المعابد الدينيه تحول رخام جوامعها الي اناشيد حزينة وشوارع بغداد تستصرخ ضميرا وقلوبا توشحت بها ارصفتها المتكسرة.. انظر.. ها هم اهلها تعاد اليهم المعارك من جديد المعارك ، بعد ان وضعت الحرب أوزارها في هذه المدينة الباسلة المجاهدة .. أو هكذا يبدو , حسنا أعود من جديد الى مدينة الجمال بغداد الحبيبة واعلن في هذه اللحظات .. وقريبا من أفق يحمل الينا فرات العراق وشمس امنياتنا بعيداً عن حزن مدفون مقتبسا من صحراء العراق وأنين السدود ومنارات الدعاء المخضب بصلواتنا دعاء متبسما بعشق العراق واهل العراق اعذروني فانا مغرم بالذين وهبوا قلوبهم حبا وزرعوا انفسهم حصادا للطيبين من اجل هذا البلد ايها الوطن الكبيرالجميل العزيز اقترب مني فانا محتاج اليك جداً في هذه الايام , يوم ( التاسع من نيسان ) الذي اعتبره البعض من   السياسيين ومع الاسف الشديد يوم وطني .. دثرني يا نخل العراق احملني الي ضفاف دجلة الخالد ثم الى الفرات الى البصرة والى بغداد اوصل بي كركوك الغالية .. وأرجع بي الى النجف الاشرف وديالي والعمارة والرمادي ودهوك والناصريه واربيل والحله هل ابدو بعيداً عنها .. أم قريبا من ساحل فارغ يقع علي شاطيء دجلة العجيب ..
 انها ساعات النهار الاخيرة , تودع الشمس ابناء مدينة السلام ( بغداد الحبيبة ) يوم اخر اسمه يسبح به الناس لله العلي القدير يبدأ بعبير وتلاوات المسبحين نحو جهة الغروب فإذا بجموع الناس ترفع الاذرع الى الباري عز وجل وتنقل رائحة السلام والامان الي ابناء هذه المدينة حيث بدأت مئات المآذن تدعو الناس الى صلاة المغرب  سرت في شارع طويل بعد الصلاة يكاد يفرغ تماماً من الناس بينما كانت الاعداد من السيارات المسرعة تذهب من حيث لا ادري .. وفي اللحظة نفسها لا ادري لماذا تذكرت ذلك السؤال لو احصينا عدد المآذن والمساجد والحسينيات والكنائس والمعابد الدينية في بغداد لفاتنا الكثير لكنها تبزغ شامخة من بعيد يرفرف الطير فوق احواض جميع المعابد الدينية ولجميع طوائف هذه المدينة واهل بغداد يتمسكون بالتقاليد العربية والاسلامية والديانات الاخري التي ورثوها من آبائهم واجدادهم لكنهم يتآلفون مع الغرباء حتي ينصهر الغرباء بينهم .. لكن مع الاسف لا ادري ما حل في هذه المدينة التي لها من الحضارة انتثرت شواخصها في كل بقاع العالم ..  تحكي قصة شعب عريق مبدع متسلح بالعلم .. كان ولا يزال يثير في النفس اعتزازا ومباهاة واعتلاء لناصية الفخرعبر ما تحقق لها ضمن مسيرتها الطويلة الحافلة بالعطاء حتي وصفها احد المؤرخين بأنها قطعة من التاريخ والحضارة والانسانية .. وها هي المدينة التي خطفها الاعداء في التاسع من نيسان عام   ( 2003  )  من الفاسدين والطامعين الذين يعتقدون ان هذه المدينة مزرعة مهجورة لا اصحاب لها ولا اهل يحرسونها ويحمونها من قوات الاحتلال والعفاريت الجديدة التي خرجت للتو من القمقم , لهذه الارض رافعين شعارا لأبناء هذه المدينة يجب ان تغادروها ولكنهم نسوا أن في العاصمة الجريحة .. عباقرة كثر وشجعان كثر وحكماء كثر لكن الوقت غير متاح للمبارزات بين اولئك العباقرة والشجعان والحكماء بل هو وقت ايجاد المخارج للناس قبل ان تحترق هذه المدينة.. والسؤال هنا يطرح نفسه امام الحكومة العرقية واعضاء مجلس النواب كافة ماذا فعلتم لهذه المدينة التي شوارعها مقفرة .. ابنية تهاوت وتهدمت , ازقة لونتها الشعارات الطائفية .. ومآذن ومعابد اتعبها الرصاص يكاد الدخول الى مدينة السلام يشعر بالرعب التام ويكون دخوله اشبه بالدخول الي مدن تحاصرها جيوش الغزاة من الامريكيين ومساعديهم من كل الجهات .. فالخروج من المدينة يتطلب سيراً علي الاقدام والدخول اليها يدخلك في دوامات التفتيش والاسلحة والاستفزاز قبل أن تتعرض سيارتك الي فحص دقيق وسلب محتويات جيوبك أو اعتقالك .. هذا هو حال مدينة السلام اليوم عادة اليها الاغتيالات وتفجير السيارات يا ابناء العالم كافة .. تلك المدينة التي كانت غافية علي حلم دجلة لكن حالها تحول الى كابوس اطبقت من خلاله قوات الاحتلال على جميع مفاصلها الحيوية وشرايينها التي تؤدي الي استمرار الحياة فيها ..  فهي تعيش في حصار جديد لم تألفه كتب المصطلحات السياسية والعسكرية وهذا حال لسان ابنائها الطيبين .. علي من تقع مسؤولية هذا التدمير المبرمج وفقدان الحياة المدنية العامة وتهجير اهلها المساكين في مدينة كانت عقدة المواصلات المهمة في الشرق الاوسط والتي كانت وما زالت وستبقى ( مدينة السلام ) اهلها يتهمون القوات الامريكية بأصطناع هذا الوضع للحيلولة دون استمرارالحياة فيها والقوات الامريكية اغلقت ابوابها امام الجميع وتبقي الاسئلة بلا اجوبة واضحة برغم الحملات الامنية الاستعراضية .. فمن المسؤول يا تري ولماذا , وها هي ( بغداد اليوم )  .. رجع فيها الاشرار من الكتل السياسيه الفاشله , الى بعثرت كل جهد يؤدي الى الاصلاح في هذا البلد , بقي ان تعرف عزيزي القارئ الكريم ان يوم التاسع من نيسان هو يوم ( أسود  ) في تاريخ العراق والعرب بالنسبه للعراقيين جميعا ويوم وطني لاعداء العراق والعرب وأن من اغتال مدينة الشرف سيدفع الحساب ( قريبا ) انشاء الله ,