9 أبريل، 2024 7:43 ص
Search
Close this search box.

التاسع من نيسان لم يعد لهذا اليوم ذكرى  

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكثير من شعوب العالم و التجمعات البشرية عموماً تمتلك ذكريات بعضها سعيدة و بعضها مؤلمة تستذكرها سنوياً لتستلهم منها العبر و الدروس و تتعلم من تجارب الماضي لعمل حاضر جيد و مستقبل أفضل  لكن للذكريات شروط أهمها ان يكون الحدث مهم و كبير و مؤثر في نفوس و مخيلات الشعوب  ويصعب نسيانه لهول الحدث وكالمعتاد شعب العراق يختلف عن كل شعوب العالم حيث لا ذكرى مؤثرة أكثر مما يعيشه الآن لأن الحاضر و المستقبل أسوء من الماضي ففي مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠٣ امتزجت الافراح بالاتراح و دموع الفرح بالحزن وتداخلت المشاعر و ردود الافعال بشكل غريب ومتشعب يصعب فهمه كما هو حالنا اليوم ولكل شخص حق في ما فعل ولكل اسبابه ، كان وقتها يوماً لم يشهد له التأريخ الحديث مثيلاً فلم يصدق الصديق ما حدث و لم يكن العدو يتوقع الذي جرى بغداد تسقط !! اهو تحرير أم احتلال ؟ سؤال ولد تساؤلات لا نهاية لها ، و من هذا اليوم بدأ الاختلاف الدامي بين العراقيين والتناحر الفئوي الحزبي القومي الطائفي على اساس المصالح الشخصية الضيقة . 
بعد سقوط بغداد ظلت العيون والافئدة مندهشة لهول الصدمة مالذي حدث ؟ هل هذا كابوس هل هذا احد افلام هوليود ؟ ايام واشهر والناس هائمون على وجوههم خائفون من القادم وكان خوفهم في محله ، الوقت يمضي والسقوط مستمر فقد سقطت الاقنعة وسقط النظام وسقط الجيش لا وبل سقطت القيم والاعراف وصولا الى سقوط روح المواطنة والانسانية لدى الفرد العراقي ، التاسع من نيسان ٢٠٠٣ لم يعد لهذا اليوم ذكرى او ثقل في روزنامة العراقيين او حتى في ذاكرتهم لان كل يوم يسقط العراق و بغداد الاف المرات  .
ثلاثة عشر عام والسقوط مستمر كأنه مرض مزمن ينخر في جسد العراق يسقط الاف الناس سنويا تحت عجلة الارهاب المستمرة في الدوران الى هذه اللحظة تسقط عشرات الكيلومترات وتقتطع من ارض العراق على حدود الدول المجاورة ، يسقط الاف الابرياء دون ذنب بتفجيرات همها حصد اعلى الارقام من ارواح العراقيين ، مسلسل السقوط مستمر بأجزاء وحلقات لا نهاية لها لان المخرج والممثلون وجهة الانتاج مستمتعون بالعمل ، اخر حلقات السقوط كانت ثلاث محافظات بدفعة واحدة الموصل وصلاح الدين والانبار سقطت بيد إرهاب أعمى لايملك عقلاً او قلباً يقتل الحجر قبل البشر بالأضافة الى ملايين النازحين و المهجرين و شهداء الجيش و الشرطة و الحشد الشعبي الذين وصلت اعدادهم الى ارقام مخيفة جداً و أزمة اقتصادية ممكن ان يشهر العراق بها إفلاسه الاقتصادي كما هو الامني و السياسي هي كلها أجزاء مكملة لعملية السقوط و الانحدار في عراق مغضوب عليه من السماء و من أهل الارض ولا ندري ما الذي سيسقط قريباً هل سيسقط العراق من الخارطة ويصبح من التأريخ لتنتهي حكاية عمرها من عمر هذه الأرض . 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب