13 أبريل، 2024 10:15 م
Search
Close this search box.

التاريخ يقول بأنه لن يكون هناك حرب ما بين الولايات المتحدة وإيران

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا تصدقوا ما يجري من تحشدات عسكرية امريكية في المنطقة لضرب إيران !!!
هذا كلام هراء، وإذا ما أردنا الحكم على المستقبل، علينا قراءة التاريخ !!!
التاريخ يقول بأنه لن يكون هناك حرب ما بين الولايات المتحدة وإيران !!!
أعددتُ دراسة طويلة قاربت الـ 400 صفحة ، عام 2014 ، كنت وقتها مسؤولا عن القسم السياسي بسفارتنا في بغداد، كان عنوانها: {المشهد العراقي والعلاقات الاردنية العراقية}، أكدتُ فيها بأن هناك اتفاق ” مصلحي ” أمريكي إسرائيلي إيراني ، للإطباق على المنطقة ، اسرائيل من الغرب وإيران من الشرق، وهي فرصة ذهبية بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة !!!
إذ إن إيران هي الوحيدة في المنطقة التي تحقق الهدف الأمريكي الإسرائيلي في تفكيك المنطقة وتهديدها على الدوام ، وهي مصدر الطائفية في المنطقة التي هي أساس تفرقة الامة وضياعها !!!
على الصعيد ذاته ، وفي يوم من الأيام وأثناء دعوة عشاء أقامتها سفارتنا في بغداد عام 2012 لعدد من الدبلوماسيين في بغداد ، ومنهم رئيس حلف النيتو هناك ، الذي كان بريطاني الجنسية ، وبرتبة عميد في ذلك الوقت ، وأثناء مناداة الحضور عليّ بكلمة دكتر .. دكتر، سألني رئيس حلف النيتو قائلا: { أنت دكتور في إيش؟؟؟} فأجبته : أنا دكتور في العلوم السياسية لكنني لا أفقه شيئاً في السياسة ، فبدأ الحضور بالضحك وبصوت عال ، فقال لي : لماذا ؟؟؟ فأجبته أنتم السبب. فقال : لماذا نحن السبب ؟؟؟ فأجبته: أنتم ومنذ أكثر من 35 عاما تحرِّضون وتقولون لنا وللعالم بأن إيران هي عدوكم وعدو العالم أجمع ، وهي الشيطان الأكبر ، ودولة الاستكبار والاستجبار ، لكنكم وبذات الوقت ، وخلال تلك الفترة الطويلة ولغاية اليوم لم تطلقوا طلقة واحدة على بعضكم {امريكا وإيران} ، ولم تستهدفوا إيران ولا مرة واحدة. فكان جوابه : نعم ، إن موضوع إيران بالنسبة لنا {لأمريكا} هي أمر واقع {Statusque} . أمر واقع: أي أن إيران مفروضة على الولايات المتحدة بسبب مصالحها الكبيرة بوجود الدولة الإيرانية على شاكلتها وقوتها الحالية !!!
بإختصار ، لا تصدقوا طبول الحرب على إيران ، واذا كان هناك من حرب ، فستكون ضربات {دغدغه صديق} ، كالضربات التي ظلت تهدد بها الولايات المتحدة لسورية ولفترة طويلة قبل عامين ، وبالتالي لم نشاهد الا ضربات {دغدغة} ، بهدف تنفيذ أجندة امريكية في المنطقة لصالح إسرائيل سواء على صعيد مستقبل القضية الفلسطينية ، أو على صعيد خلط الأوراق في المنطقة ، وإبقائها مشغولة عن الوحدة والتنمية بكافة أشكالها ، وبالتالي صعود الدولة الصهيونية أكثر فأكثر . وبطبيعة الحال ، فإن المخطِّط {بكسر الطاء} الرئيسي للسياسة الامريكية وخاصة في المنطقة هم اليهود !!!
الطائفية المصنوعة هي التي دمرت أقوى دولة عربية وهي العراق ، وكانت أفضل طريقة لإعادة العالم العربي والإسلامي الى الوراء لأكثر من 1400 سنه ، فكيف للولايات المتحدة وإسرائيل أن تحارب إيران مصدر هذه الطائفية ؟؟؟!!!
لا تصدقوا كل ما تسمعون ، فالولايات المتحدة لن تستغني عن إيران ابدا لتنفيذ مخططاتها في المنطقة… !!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب