19 ديسمبر، 2024 3:10 ص

التاريخ و دروسه : العراق وايران و تــــركيا وبعض القراءات لضيقي الفكر

التاريخ و دروسه : العراق وايران و تــــركيا وبعض القراءات لضيقي الفكر

اعتقد ان بعض القراء متابعين بشكل موضوعي للاحداث السياسية ‘ يتذكرون عندما تم اعادة انتخاب احمدي نجاة رئيساً للجمهورية فى ايران ‘ كيف تحرك الشارع الايراني احتجاجاً على تلك النتيجة واعتبرت المعارضة بانها مزورة ..! وانطلقت تظاهرات الى ان انتقلت من السلمية الى العنف و سفك فيها دماء المعارضة ‘فظهر في حينه نوعين من المحللين السياسيين : الاول من النوع الذي نظر الى الاحداث في ايران وحلله من منظار الحقد السياسي وبإتجاه تشجيع روح الانتقام من النظام القائم فيها ‘ والثانى محايد ولكن لم يكن يقرأ ماحدث بعمق بل بدأ يحلل من خلال مشاهدات العنف التي حصلت اثناء المظاهرات دون تعمق بالوضع الايراني وخلفياتها الانية والتاريخية ‘ بذلك اطلقت تصورات وتوقعات مفادها بان بين لحظة واخرى يخضع النظام في ايران لارادة المتظاهرين ويلغي نتائج الانتخابات ويوجه باعادتها …!! والغريب ‘ أن هذين التحللين حظى باوسع مدى للنشر والبث في المصادر الاعلامية الغربية عموماً والامريكية على وجه الخصوص ‘ مقابل هذين النوعين من التحليلات ‘ كان هناك العكس ‘ وذلك من الذين كانوا يقراون الحدث بدقة ومن كل جوانبة خصوصاً الجانب التاريخي في روح الارادة الوطنية للايرانين ‘ مؤكدين

في تحليلاتهم ان النظام وفي مواجهة هذا الحدث سيخرج بسلام بل اكثر قوة في مواجة المشاكل الاتية ‘ وبكل تواضع ( واعتزاز المشروع أيضاً) انا كنت احد الذين قراءة الحدث بهذا الشكل ونشر في حينه في ثلاث مصادر اعلامية ( جريدة الزمان العراقي و جريدة الشبيبة العمانية – في ملحقها السياسي الحدث – وموقع كتابات ) وبعكس تحليلات الغربيين الهوى الذين كانوا يوحي بعضها بانه يتوقع بين لحظة واخرى سيطلب ( السيد الموسوي ) الخاسر في الانتخابات من امريكا بان تاتي و تنقذ الديمقراطية في ايران …!!

ولكن نحن كتبنا وقلنا : في وجود هذه الازمة ‘ اذا تجرأت الادارة الامريكية وفكرت باختيار اي عمل استفزازي وعدواني ضد ايران وتحت اي حجة كانت ‘ فان المتوقع هو : ان الموسوي واكثرية المعارضة للنظام سيعلقون كل خلافاتهم مع النظام ويقفون بوجة امريكا ‘ لانهم لايسمحون ان يتعرض ارادة الروح الوطنية الايرانية للتشقق يستفاد منه اي قوة خارج هذه الارادة وتدخل لاضعافها .

في مقالنا بعنوان ( لاتفرحوا كثيرا بعصبية بوتين تجاة تركيا ) كنت اقصد نفس توجه في قراءة الازمة التي ظهر بين سلطتتين في موسكو وانقرة ‘ اريد ان اقول ان في هذين البلدين ( ايران وتركيا ) هناك تمسك بالروح الوطنية ‘ هي اكبر واقوى من الخلافات مع النظام الذي يحكم في مختلف المراحل التاريخية ‘ ويعود ذلك الى عدم سماح لتلك الارادة ان يحدث فيها تقاطع في التاريخ المتماسك عموما وفي القضاية المصيرية خصوصاً بحيث انه في مواجهة كل المشاكل يتوجهون الى الدفاع عن تلك

التماسك التاريخي ‘ من هنا فأن الاختيارالشعبي غيرمسموح ان يكون معارض للنظام يخلق منفذ يدخل من خلالها اي قوة أجنبية خارج الارادة الوطنية ‘ ومثبت في تاريخ البشرية : اذا كان حارس الدار واعي ومفتح سيكون دخول لص مستحيل ..‘‘ لذالك قلنا أن من يحلم بان عصبية بوتين ( وهو نموذج للديكتاتور المتهور ليس الا) لايعني ان من يعارض ( روح سلطانية ارودغان ) سيفتح باب تركيا الوطن لدخول الاول ..!! رغم ان روسيا اكبر من تركيا ‘ ولكن هناك تجارب مشرقة يؤكد ان الارادة تعني عدم السماح بتقاطع التاريخ لاي شعب يستطيع ان يهزم اي قوة عدوانية مهما تكون كبيرة واعتقد ان تجربة الفيتناميين دليل على ذلك حيث هم الذين هزموا اكبر قوتين في العالم ( فرنسا وامريكا ) عندما صمد ارادتهم الوطنية بوجه العدوانين رغم قوتهم ‘‘ مع الاسف نحن عندما قلنا ان تهديدات البوتين العصبية لايعني ان معارضي اوردغان يفتحون باب بلدهم امام اطماع حاكم روسيا ‘ كتبوا لي تعليقات بمعنى انني دافعت عن قوة ( سلطان تركيا ) واعتبرتها اقوى ..! ‘ وانا افهم ان تفسير هذه الظاهره هو من افرازات ماحدث في العراق وليبيا وسوريا حيث ان ( معارضي اخر زمن ) في تلك البلدان لم يستطيعوا اعتماد على ارادت شعوبهم الوطنية محبة للحرية واستقلال ‘ لذا ‘ توجهوا ( للغرب وامريكا الشريرة ) و رغم كل الدمار المستمر في تلك البلدان يعتقدون انه اختيار صحيح للمعارضين للسلطات بلدان الشرق …!! ان تماسك التاريخ والروح الوطنية في ايران وتركيا لايسمح بحدوث هذا ودليل ماحدث في تاريخ المعاصر ان تماسك تاريخ واعتماد علية ادى ان ايران وتركيا استفادوا من ( سايكسبيكو ) .. ان المعارضة

الوطنية الحقيقية عندما يتعرض الوطن الى الخطر ‘ هو طريق لامساك بالتاريخ وليس تقطيعها وكذلك ليس باب لافساد الروح الوطنية … والسلام عليكم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات