مهما يعبث العابثون بالتاريخ ويمزقون اوراقه فانه يستحدث ورقة ليجعلها اثرا سيئا في التاريخ اي مهما تعبثون فانكم ازدتم التاريخ ورقة سوداء باسمكم .
والعبث له عدة اشكال ومهما يكن فانه يحدث اثره على العقول الساذجة والمغسولة المهياة لغايات سيئة ، لا عجب عندما يظهر مفكر ليطعن في التاريخ فلكثرة التفكير يصاب بالازدواجية في الحكم .
تطور العبث في التاريخ الى الغاء عصور واديان وكتب ، ومثل هذه الاعمال تزيد من الحقيقة المطعون بها ولكن هذا لا يعني انه لا وجود لخرافات في التاريخ كان يكون اشخاص وهميين او احداث مفبركة وياتي من يحقق فيها فيكشف زيفها وهؤلاء حقيقة يستحقون كل الثناء ولربما في بعض الاحيان يتعرضون للتكفير وحتى القتل خصوصا عندما يتعرض لمقدس مزيف .
صدقوني وكل من ليس لديه تاريخ او تاريخه اسود يكثر من الطعن في التاريخ كما هو الحال عندما تظهر موجة من الافتراءات تدعي مثلا ان القران كتبه النبي محمد (ص) بينما كانت الحكمة الالهية بان يجعل النبي محمد (ص) رجلا اميا ، والمقصود امي اي لم يثبت ان هنالك من علمه القراءة والكتابة وهذه محل نقاش للعلماء وان معرفة الكتابة هي ملكة من الله عز وجل منحها لنبيه لان النبي كامل وهو الذي يدعو المسلمين الى التدوين وكتابة السنة النبوية فالذي يامر المسلمين يجب ان يكون هو من يتقن ما يامر به .
واخر يدعي انه لا وجود للعصر الجاهلي وهذا ما ادعاه الدكتور طه حسين ، وقنوات تابعة لاجندة تستهدف العرب والمسلمين ، ولربما يختلفون بالتسمية اما الثقافة التي كانوا عليها قبل الاسلام هي بعينها ولا يستطيعون انكارها وخصوصا العلاقة العشوائية للجنس ، اما مسالة عبادة الاصنام فانها موجودة في قدم الزمان وان اختلف الصنم فهناك من عبد الشمس ومن عبد فرعون وعبد العجل ، اليوم الا يوجد من يعبد البقرة ؟
عندما يكون القران الكريم هو هو تناقله المسلمون وغير المسلمين باياته وحتى حروفه عبر التاريخ بل ومن حاول العبث فضح حالما عرض عبثه على المسلمين .
والحديث عن كل الاديان التي كانت قبل الاسلام فان لها ثقافتها واصولها ودليل ذلك قول الامام علي عليه السلام عندما قال والله لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم ، وهذا يدل على خصوصية الرسالات السماوية .
اليوم من يامل الرقي والسعادة لا يمكن ان يتحقق له الا اذا ثبتت حقوق وواجبات الانسان بعدالة والعدالة لا تتحقق الا بقانون عادل والقانون العادل من يضعه ؟ هنا محل الخلاف والنقاش والتناوش ، وافضل مصادر التشريع هو التاريخ النقي لذا فانه يتعرض للطعن لاسيما الاسلام
الزبدة من الحديث الافضل لمن يتصدون لمناصب الحكم والعلم ان ينشغلوا بما ينفع المجتمع لا ان نقلب الماضي ونثير مواضيع تثير الجدل والكراهية ، لكم دينكم ولي ديني ، احتفظ بما تؤمن وانا احتفظ بما اؤمن ونبقى جميعنا بشر اخوان .
وتشريع القوانين مسالة حساسة تصبح بسيطة عندما تكون العقول التي تناقش مفردات القوانين سليمة ومتفتحة وليست متعصبة غايتها فقط خدمة الانسان ليخدم المجتمع ، اما علاقة الانسان مع ربه فهي تبقى مع ربه ولا تحشر انفك لتجعل نفسك وكيل الله على البشر فالصلاة واجبة وبدونها لايدخل الانسان الجنة ومن لا يصل لا توجد عقوبة او حد عليه لانه مع الله حسابه .
يبقى التاريخ مسكين لكنه قوي وهو من يشهد على الجميع .