يعد السرد القصصي لاحداث التاريخ احد العلوم الانسانية كونه يعتمد على معطيات اثرية تارة والنقل من جيل لاخر عبر التدوين تارة اخرى وهذا الاخير يعتمد على تشخيص وتمحيص ذوي الخبرة في علم الشخوص والانساب وايضا سيرة من ينقل عنهم فضلا عن الية النقل والازمان التي تم التدوين فيها ، لكن بالرغم من ذلك يعتمد خبراء التاريخ حتى الان على المعطيات الاثرية في التعاطي مع الاحداث المنقولة كونها ذات دليل مادي وهذا الدليل اما يكون مخطوطات او نقوش حجرية او اثار شاخصة حتى الان ويمكن بسهولة التعرف على حقبها التاريخية عن طريق تحليل التربة او المادة المنقوش او المكتوب عليها ، على اي حال لسنا بصدد لعب دور المؤرخين او اصحاب الاختصاص بقدر ما نحاول ان نستخدم ما قلناه للدخول الى محور موضوعنا الحالي الا وهو طريقة استخدام تلك الاحداث لتحقيق هدف ما او غاية محددة في فترة زمنية نعيشها نحن او من سبقونا او من سيأتي بعدنا .
ان البحوث التاريخية المتعلقة بالسرد القصصي تحديدا وبالاخص تلك التي تعدها الشعوب من ثوابت وجودها اثبتت بعض النظريات الثابتة ، وهي ان تكبير الصغائر وتصغير الكبائر تقف وراءه اجندات حاولت في عصور سابقة وما زالت التلاعب في بعض مجريات الاحداث لتحقيق نوع من السلوك الجمعي المجتمعي ينسجم مع مصالح واجندات تلك الجهات التي وضعتها والتي غالبا ما تكون قوى عالمية استغلت فترات مظلمة من تاريخ الامم لنشر ما تريده بين ابنائها لضمان سطوتها على تلك الشعوب لاحقا مستعينة بعوامل علمية تظهرها كأدلة على ما تقول انه حصل احيانا وايضا ادوات محلية من داخل تلك الشعوب للترويج والنقل والاثبات .
وبناء على ما تقدم فإننا لا نطمح او نحاول التلاعب بكل الموروث المجتمعي سواء كان مقدسا او غير مقدس كما يتهمنا البعض انما نحاول العضة بشيء محدد الا وهو الفرز بين تلك الموروثات وعدم التعامل معها جميعا بنفس القيمة او التأثر وذلك عبر استخدام العقل الانساني في التمييز بين الحقيقي وغير الحقيقي من تلك الاحداث او القصص ونحن نعتقد ان الانسان الواعي لن يستغرق وقتا طويلا في التمييز بين الحالتين وبالتالي المحافظة على ارث اراد الله تعالى ان يكون حصنا والقا وعبرة عبر الازمان لهذه الامة سواء كانت امتنا او اي امة ذات ارث عظيم اريد لها ان تعيش بهوان من قبل قوى الشر المتكبرة التي تطمح عبر قرون وقرون ان تستعبد تلك الشعوب وذلك لاسباب عدة بعضها يتعلق بعقدة نقص في اممها ان كانت امما او لنفس شريرة هي عدوة لله جل وعلا وتعمل بالضد من ارادته السامية المتمثلة في بناء مجتمعات مثالية صالحة يكون العدل والحق اساسا لقانونها وهذا ما دأب الانبياء والاولياء العمل بموجبه عبر التاريخ ضمن اعظم صراعات الانسانية بين الخير والشر .
وحتى تكون الفكرة من حديثنا واضحة ومثمرة وتأتي بثمارها نحاول الابتعاد عن السرد الذي قد يطيح بوحدة الموضوع من خلال التركيز على بعض النقاط الا وهي ان استخدام العقل في الفرز بين الموروث الحقيقي وما دس فيه من باطل لاغراض يعلمها الجميع يأتي من خلال التركيز على اصول المعطيات التاريخية للشخصيات وظروفها الحياتية في ذلك الحين اي بمعنى ان هناك نقطة مضيئة مشتركة لدى تاريخ الشعوب مجتمعة وهي الثوابت المبنية على المرتكزات التي تعتمد الجانبين القيمي والمنطقي فأذا نجحنا في تحديد تلك الثوابت عرفنا الحق اين يكون ثم تدعيمه لاحقا بالدراسة والبحث عندها سنجد الف دليل ودليل يثبت الاكاذيب التي تم دسها في الموروثات المجتمعية وبالتالي حصرها والتقليل من حجم تأثيرها على المجتمع حتى ولو نسبيا فشرف المحاولة يكفي لصون الذات والمجتمع والسعي لاصلاحه وانتشاله من عصر مظلم اراد الشر ان يدوم بينما نسي في الوقت ذاته ان معركته مع الخير مستمرة ولا يمكن انتهائها بل الاكثر من ذلك يشير الى ان الاخيار يكون سعيهم مسددا من الله تعالى بينما خاب سعي الشر مهما حاك وخطط وابدع في ادواته .. والحليم تكفيه الاشارة .