التاريخ الاسلامي مصدر الهام لكل العلوم والثقافات والافكار التي تستحدث في عصر الحداثة وبنواياهم الحسنة والسيئة ، فلو تتبعنا افكار المستشرقين او ما يقال عنهم العلمانيين او التنويرين فانهم يتبنون افكارا اما لنقد الاسلام في محاولة بائسة او لتبني افكارا اسلامية تنهض بثقافاتهم وهنا لا ننسى هنالك من يكون ظاهره الاعتدال عند الدراسة ولكنه حقيقة النيل من الاسلام باطنا .
مشكلة اخرى يعاني منها التاريخ الاسلامي هم الذين ليسوا اهلا لدراسة الاسلام من المسلمين فيتخبط كثيرا ليصبح ما كتب حجة بيد اعداء الاسلام على الاسلام ، ودائما يكون القران الكريم اهم مصدر لهذه الدراسات لا سيما للمستشرقين وقد حاول بعضهم اثبات الاختلاف او الضعف في ايات القران ولكنه بالنتيجة لم يتحقق له مراده .
في القران مختلف العلوم هذا امر لا شك فيه ولكن ما يكتب عن القران هي دراسات وليست علوم لمحاولة استكشاف الغاية مثلا من تكرار القصص او وصف الجنة والنار وهكذا ، نعم هنالك اسئلة كثيرة يطرحها ممن يتخصص بعلوم القران من حيث النزول والتفسير والتاويل وهذا امر طبيعي ولكن من هو الذي يكون صاحب الاجابة الصحيحة ، الامامية تعتمد ما صدر عن ائمة اهل البيت عليهم السلام باعتبارهم الثقل الثاني الذي اوصى به رسول الله وانهم لا يفترقوا عن القران بينما بقية المذاهب لهم رجالهم ومشايخهم في هذا المجال .
اسباب النزول ليس علما ولكنه بحث من حق الجميع دراسة اسباب نزول الايات القرانية ولكن عندما يقوم من هو ليس على دين الاسلام لدراسة اسباب النزول وذكر جداول رقمية عن الرجال الذين تحدثوا عن اسباب النزول والمؤلفات في ذلك فهنا يجب الحذر وقراءتها بعلمية لمعرفة ما يريد ان يصل اليه هذا المؤلف .
الدراسات القرانية لها شروطها فالمعروف ان الطبيب درس كذا سنة وقدم بحوثا حتى تمكن من الحصول على شهادة الطب وبقية التخصصات هي كذلك ، وهنا من يريد ان يقتحم دراسة القران وفق مجال معين لابد له من ان يكون ملما ببعض العلوم التي تؤهله للدراسة منها اللغة والبلاغة والتاريخ الاسلامي والوضع الاجتماعي للمسلمين قبل وبعد نزول القران فهذه كلها تؤثر على فهم الايات القرانية .
اسباب النزول التي كتب عنها بسام الجمل كانت مبتورة الرؤيا اي انه ما كتبه هو فعلا موجود وان كان اغلب مصادره كانت من كتب السلفية ولكنها موجودة وفي نفس الوقت هو لم يفهم طبيعة نزول القران وتعامل المسلمين معه .
اسباب النزول تكون اما لتفسير حدث وقع فعلا او لتنبيه الرسول من حدث او لاثبات اعجاز القران او للارتقاء بثقافة المسلمين ، لذا عندما ينزل الوحي على الرسول ليقرا له بعض الايات عن ما يريد الله عز وجل ايصاله للمسلمين عن طريق نبيه هو لسبب معين ، واما مسالة جمع القران بهذه الصورة دون الاخذ بنظر الاعتبار توقيت النزول فهذا امر طبيعي ، نعم جمع الامام علي عليه السلام بعد وفاة الرسول القران حسب نزوله مع تفسيره وحقيقة لو يتم ترتيبه حسب النزول يكون تفسيره افضل من حيث ترتيب الاحداث حسب تسلسلها الزمني ، فعندما تنزل اية ما على رسول الله لسبب معين يتداول المسلمين هذا الحدث ويتناقله ليس كخبر في سند ومتن وقد لا يعرف من ينقل الخبر لكثرة تداوله وهو امر طبيعي ، فلو نقل ابن عباس اسباب نزول بعض الايات عن رسول الله لا يعني انه كان حاضرا عند النزول او استفسر عن ذلك مباشرة من الرسول بل قد سمعه من المسلمين وخصوصا الامام علي عليه السلام باعترافه فقد ذكر ابن عباس انه تلميذ الامام علي عليه السلام .
اشار بسام الجمل في كتابه اسباب النزول الى تزايد الروايات عن ابن عباس في زمن الدولة العباسية وعلل ذلك بان المتزلفين او المنافقين الذين ارادوا ان يعطوا مصداقية لما يقولوه ينسبون قولهم لابن عباس باعتباره جد الخلفاء العباسيين ، وهذا امر غير مستبعد ولكن لا يكون ذلك ذنب ابن عباس فعلى الدارسين تنقيح هذه الروايات لاثبات صدقها من عقيمها .
هنالك دراسات لمستشرقين فيها رائحة التنكيل في محاول منهم لاثبات ان القران فيه اختلاف ولكنها باءت بالفشل ، اما رجالهم الاعلام الذين يفكرون بحيادية واثبتوا علو شان القران في كل المجالات بل الكثير منهم اعتنقوا الاسلام بسبب القران .
قد تكون هنالك دراسة عن كيفية تثبيت اسماء السور ومن وضعها ، قد تكون هنالك دراسة هل ان جبرائيل عليه السلام عندما يبلغ الرسول بايات معينة يبدا ببسم الله الرحمن الرحيم ، ام يقولها مرة واحدة للسورة الواحدة .
واخيرا اقول الاسلام هو حجة على الدراسات الاسلامية وليس الدراسات الاسلامية حجة على الاسلام