كان لافتاً مسارعة كل من بريطانيا وفرنسا الى تأييد الضربة الأميركية لقواعد الميلشيات الشيعية على الحدود بين العراق وسوريا ، وسبقه الإسراع بزيادة فوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في العراق .. هذا التأييد من قبل إثنين من الدول الكبرى يدل تبادل معلومات مخابراتية بين فرنسا وبريطانيا و أميركا ودول الخليج وإسرائيل بخصوص خطورة الميليشيات الشيعية على أمن المنطقة وإمكانية توسع نشاطاتها في ممارسة الإرهاب الدولي ، لذا فإن التقييم المخابراتي الدولي توصل الى نتيجة : ان نشاطات المحور الشيعي الإيراني وأذرعه أصبح مشكلة دولية بحاجة الى جهد عالمي شبيه بجهود مكافحة إرهاب القاعدة وداعش .
إشتراك ثلاث دول كبرى في ضرب وتأييد قصف الميليشيات الشيعية يمثل حصول قطيعة بين المجتمع الدولي وشيعة العراق ، وفقدان الثقة فيهم ، وعزلهم على الصعيد العالمي كما هو الحال مع شيعة لبنان ، وتطورات هذا الأمر قد تصل الى درجة سحب الشرعية من الحكومة العراقية التي يرأسها الشيعة حاليا ومستقبلا .
ان يتحول شيعة العراق من خانة المظلومية الى ميليشيات إرهابية .. فهذا إنتحار سياسي إختاروه بأيديهم عندما قبلوا على أنفسهم ان يكونوا عملاء لدى إيران بدل من الإهتمام بأبناء طائقتهم وتوفير إحتياجتها وتعمير مدنهم ، وستكون لإنضمام الشيعة الى المحور الإيراني نتائج سياسية قاسية تتخطى العزلة السياسية الدولية وتمتد الى إقصائهم من المشاركة الفعالة في العملية السياسية داخل العراق ، في حال غياب الإعتراف الدولي بالحكومة التي يرأسها الشيعة ومقاطعتها مما سيجبر الشيعة على إتخاذ موقف : اما العناد وتعريض العراق الى المقاطعة والحصار ، واما التنازل عن السلطة الى شركاؤهم السنة والكورد .
جدية وعنف المجتمع الدولي ضد المحور الشيعي عبرت عنه المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس بايدن والتي أجبرت مصطفى الكاظمي على الكذب الذي أخفى مضمونها وذكر فقط انها تتعلق بمحاربة داعش ، بينما كانت توبيخ شديد للكاظمي والمحور الشيعي وإبلاغهم عن عزم أميركا على معاقبة الشيعة وميليشاتهم ، أي مما يعني حصول القطيعة بين أميركا والمحور الشيعي الذي تعتبره ناكرا للجميل وغدر بها لصالح إيران .. وفي كل الأحوال شيعة العراق على الصعيد السياسي مقبلين على خسائر كارثية تأتيهم من جهة إيران التي ستساوم بهم وتبيعهم في سوق الصفقات ، وكذلك الحملة العالمية التي بدأت لمحاربة الإرهاب الشيعي .