لعل من المفيد من البداية ونحن نتناول موضوع الاقتصاد ان نقف على تعريف الاقتصاد كما رسمتة ادبيات الغرب المتحكم بمسار العالم كما يحلوا له ان يتصور.
فالاقتصاد حسب تعريف تلك الادبيات هو العلم الذي يدرس الانتاج والتوزيع والاستهلاك ويعمل على الموائمة ما بين الموارد النادرة والحاجيات غير المتناهية.
من البداية اود ان أسجل ان الاقتصاد ليس مناشير في الموازنات الحسابية ولا أليات معقدة في الاقتناص المالي وتراكمه بل عملية في التوزيع والانفاق من اجل عمارة الارض والانسان ولذلك عند ما يستبدل ذلك المدخل الاساس المتمثل بالتوزيع والانفاق بمفاهيم الارباح والفوائد والتراكم المالي تحصل الكارثة … وما نراه من اقتصاديات متفجرة في كل مكان لا يمثل الا ردة فعل الانحراف على نفسه وانذار بان شئ قد خرق وان الشروع بعملية التصحيح قد اصبحت واجبة.
والقرآن بمثابة الخطاب المفاهيمي الذي يؤسس للقواعد التصريفية للحياة للاستهداء بها في خضم المخاطر الجاثية والمهددة للوجود الارضي والانساني.
نؤكد من البداية بان الارض ليس مكان استرخاء وتمتع ولهو واكل وشرب بل مجال امتحان واختبار … مجال ابتلاء ومسؤلية … مجال أيكم احسن عملا. وتداعيا مع هذا المسعى الجدي في الحياة جاء التاكيد في المجال الاقتصادي على الانفاق والتوزيع ناهيا عن التراكم المالي في زمرة صغيرة من الاغنياء ومدينا ظاهرة الالتهاء بالتراكم المالي. كما ادان بشكل مقذع جامع المال ومعدده كذلك ادان اللذين يكتنزون ويبخلون كما ادان ان يستخدم المال كمورد للمال عن طريق الاقراض وفرض الفوائد واكل اموال بالباطل بشتى المسميات والاساليب … والقارئ للقرآنه لا شك يعرف ذلك ولكن المسأله ليس ان تعرف بل ان تعيش ما تعرف.
ولاشك ان الجميع يعرف … ان ليس هناك من اختراع او مصنوع او دواء ينزل للاسواق دون ان يكون مشفوعا بكرّاس او ورقة تبين كيفية التشغيل او الاستعمال ولا شك ان صانع هذا الانسان قد شفع هذا الانسان بكرّاس يستهدي به للوقوف على ملابسات ذاته وخباياها وكيفية تشغيل هذه الذات بما يضمن سلامتها وسلامة الارض الذي يعيش فوقها.
و قد نبه الله من البداية ان الرزق مكفول للبشر وان ما من دابة الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في برنامج مبين وان الارزاق قد وضعت في الارض سواء للسائلين. وان الافتراء الغربي بان النظام الاقتصادي مبني على الندره افتراء باطل.
ان خطل القصه المتلوه قد اصبحت واضحه تزكم الانوف وان حكاية الموعان المالي قد اشرت بشكل واضح باتجاه ذلك الافتراء وهشاشة القاعده التي انبنى عليها ذلك النظام. تحذيرة لا تاكلوا الربى اضعاف مضاعفة.
ان اكل اموال الناس بالباطل من خلال استغلال ضعف الانسان وخوفه عبر مايسمى بالتامين بكل صوره واشكاله يعد من ابشع وسائل الاكل الحرام.
ان من البكامة القاتلة ان نساوي مابين خلق الاشياء وما بين التراكيب الذي يخلقها المخلوق وننشغل بالتراكيب وننسى الخلق الاصلي.
من خلق الانعام والاشجار من انزل المطر من يوقف العاصفه بعد شروعها … من يوقف المطر … من يحيي من يميت … من فصل السماء عن الارض … من ينقص الارض من اطرافها … من ارسل الكلمات ومن ينشئ السحاب المسخر بين السماء والارض ومن ومن ومن وان تعدو نعمة الله لاتحصوها.
لنكف عن الكذب ونحرك عقولنا التي سكتت من زمان وتشهد على انفسنا وعالمنا من جديد. وصحيح والله … قول الله … ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور !