خلال متابعتي ومن خلال ممارسة مهنة الصحافة احد المواضيع التي جلبت انتباهي و فرضت اهميتها لاركز على كل جوانبه هو موضوع احتلال فلسطين وتشريد شعبه و زرع الكيان الاستيطاني الخبيث والشرير بامتياز ليكون كورم سرطاني في المنطقة ثبت بعد تاسيسه بفترة قليلة انها ليست دولة وليس لشعب (عائد الى ارض الميعاد ) بل بؤرة لتخريب كل شيء في المنطقة و في المقدمة التامر (خاص ومتميز ) ضد رسالة الاسلام (رسالة الحضارة وبناء الانسان المؤمن ضد الكفر والظلاله )
اقول هذه المتابعة اوصلتني الى قناعة أن انهاء مهزلة انتاج وعد بلفور المشؤوم و عودة فلسطين الى اهله لايتحقق الا بارادة الفلسطينين وأن استغلال قضيه هذا الشعب المشرد من قبل حكام المنطقة ( العرب ) ومنذ 1948 كانت حلقة من التامر خطط له في دلاهيز التامر الغربي برعاية الحركة الصهيونية العالمية ‘ بل أن بعض من الحكام مشارك مباشر في تحقيق حلم الصهاينة عندما فتح هؤلاء الحكام الباب امام ابناء شعوبهم من اليهود ليهاجروا الى فلسطين حالهم كحال الغرب الذي رعاه و نفذ تهجير اليهود في العالم كخطوة اولى لتحقيق حلمهم الكاذب ( العودة الى ارض الميعاد ) بل وافق الحكام على مشروعالغرب لاستيعاب الفلسطينين المشردين و الفلسطينين الذين طاردتهم الصهاينة ليخرجوا من ارضهم ‘ واستيعابهم في معسكرات المشردين و تسهيل كل خطوات الغرب بتنظيم منظمات حيث أنشأت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في 1949،منظمة التي زرع روح اليأس و القهر لدى الفلسطينين باستحاله العودة الى وطنهم .
وقرائتي لقضية فلسطين بدقة رسم امامي وامام كل الواعين من اهل المنطقة ‘ أن حكام المنطقة الذين كانوا ( وكثيرمنهم لايزال ) معتمدين في بقاءهم في الحكم على دعم الغرب الذي سهل انشاء الكيان الاسرئيلى العدواني هم وراء وصول قضية فلسطين لوضعه المعقد لحين بدء الانتفاضة من داخل فلسطين الى (قضية انسانية تعالجها المنظمات الانسانية ) .
ولكن ماحدث في 8 كانون الاول 1987 عندما دهس سائق شاحنة إسرائيلي في ذلك اليوم مجموعة من العمال الفلسطينيين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة على حاجز أريز -الذي يفصل قطاع غزة عن بقية اراضي فلسطين منذ سنة 1948- الشرارة الأولى لانتفاضة الحجارة، التي اندلعت في كل الأراضي والمخيمات الفلسطينية.فهكذا من جباليا بقطاع غزة انطلقت شرارة الانتفاضة الفلسطينية لتتوسع في مدن وقرى ومخيمات فلسطين في غزة والضفة الغربية وأراضي 1948، حملت اسم “انتفاضة الحجارة” لأن الأخيرة كانت سلاح الفلسطينيين في وجه الاحتلال ‘ هكذا زلزلت توجه الفلسطينين لاختيار الانتفاضة كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث قتل خلالها 160 إسرائيليا أغلبهم جنود حسب إحصائية لمركز المعلومات الإسرائيلي في الأراضي المحتلة ولم تستطع المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومات الإسرائيلية أن تزيل عوامل الغضب الفلسطيني من ممارسات الاحتلال القمعية والاستيطانية التي لم تتراجع.
وحينما أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون يوم 28 أيلول 2000 اقتحام المسجد الأقصى برفقة قوات من الجيش الإسرائيلي قائلا إن الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلية، تصدى له الفلسطينيون فاندلعت انتفاضة ثانية من القدس لتنتقل إلى مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقد بدأت هذه الانتفاضة بمواجهات بين المصلين والجنود سقط على إثرها سبعة شهداء وأصيب 250 من الفلسطينيين و13 جنديا إسرائيليا.
واشتعل غضب الفلسطينيين في كل مكان بعدما شاهدوا شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية في 30 /أيلول 2000، يعرض مشاهد إعدام حية للطفل الفلسطيني محمد الدرة (11 عاما) حين كان يحتمي بجوار ابيه .
بعد هذين الحدثين التأريخيين زاد قناعة الشعب الفلسطين بأن التحرير يأتي من داخل ارض الوطن وأن الصمود البطولي للشعب في الداخل يؤدي الى اهتزاز الكيان المحتل من الداخل فكان اكبر مكسب من خلال الانتفاضتين التين اديا الى تخويف حقيقي ومن الداخل لحكام العنصرين حيث شكل ظاهرة الهجرة المعاكسة كابوسا حقيقيا للساسة الإسرائيليين ودوائر صنع القرار فيها.
وما أثار قلق أولئك الساسة هو حقيقة الأرقام التي وردت في دراسة أعدها المؤتمر اليهودي العالمي ونشرها يوم 25 / كانون الأول 2003، حيث جاء فيها أن 70% من الإسرائيليين يقولون إنه لو توفرت لهم الإمكانيات لغادروا إسرائيل على الفور، في ما أعرب 68% عن أملهم بالحصول على جنسية دولة أخرى، أما 73% فقالوا إنه لا مستقبل لأطفالهم وأبنائهم الشباب في تلك الدولة.وتزيد هذه الارقام و نتائجه كلما تحرك اهل فلسطين باتجاه مواجهة مباشره ومن عمق الارض المحتلة
وهناك عامل آخر يتمثل في أن المهاجرين هم أساسا من فئة الشباب (25–42 سنة) وأن غالبيتهم العظمى من حملة الشهادات الجامعية.
الانتفاضة وما يرافقها من عمليات توجه الضربات العسكرية بين الحين والآخر من قبل مقاومين الفلسطينيين البواسل من الداخل زرعت الخوف في نفوسهم ويعتبر انعدام الأمن هو السبب الرئيس لهجرة آلاف الإسرائيليين إلى الخارج، فحالة اللاسلم واللاحرب التي يعيشها الكيان الصهيوني جعلت الكثير من اليهود يعيشون في حالة قلق مستمر. كما تعتبر الانتفاضة الشعبية الفلسطينية المستمرة منذ سنوات .
أن مقاومة اهل فلسطين من الداخل من خلال الضربات على قوات الاحتلال ‘ هو الاختيار الصحيح تأخر كثيرا بسبب استغلال حكام المنطقة عموما والعرب على وجه الخصوص ادعوا بأنهم اصحاب الدفاع عن الحق الفلسطينى وهو ادعاء ثبت انها نوع من الخداع وارضاء لنهج هيمنة الغرب في المنطقة و اطلاق يد الكيان الصهوينى ليفعل ما يشاء من التخريب ‘ والان ‘ عندما يتحرك الفلسطينين من الداخل ‘ يعتبراختيار الطريق الحقيقي باتجاه تحرير فلسطين ‘ و ابناء الفلسطين يعرفون أن خطوات الغرب لتوسيع الاعتراف حكام المنطقة بالكيان الصهوينى هواحد حلقات ألتأمر ضد اختيار الفلسطينين للنضال من اجل التحرير ‘ حيث ياملون بان توسيع الاعتراف بالكيان المحتل يضيق مساحة التحرك الشعبيى الفلسطينى لاعادتهم الى المربع الاول ( ادعاء حكام مشبوهين مشتاقين لتقوية العلاقة مع المحتل بأنهم يعتبرون قضية فلسطين قضيتهم المركزية …!
البوصلة لن تخطئ الطريق، ستضل تشير إلى فلسطين.