26 ديسمبر، 2024 8:37 ص

البُعد الفلسفي للكسل

البُعد الفلسفي للكسل

من حق الشخص الكسول ان يكون له موقف فلسفي من الوجود والحياة ويتمرد على الأعراف والتقاليد ومايسمى قوانين الضرورة (( وقدسية العمل )) فلا شيء ثابت ومقدس ويدعي الصحة والحقيقة مادمنا في عالم الأفكار وليس الحقائق العلمية المحسومة .

خُلقنا دون موافقتنا ، ولانعرف من هو الخالق ، وعلى إفتراض ان الله موجود وهو من أوجدنا.. فلماذا يتوجب علينا الشقاء والتعب في العمل ؟
أليس مبدأ العدالة يفرض على الخالق أن يتكفل بإحتياجات مخلوقاته من :
– طعام
– وسكن
– وملابس
– صحة جيدة
– مناخ مناسب
– شعور دائم بالراحة والسعادة

لماذا تركنا الله نهيم في عصور الكهوف والغابات والجليد ولغاية اليوم بحثا عن هذه الحاجات ، ثم تورطنا في اللعبة ( وإستعبدنا ) العمل ووجد معه أمراض الصراعات والحسد والأحقاد ، وأصبح البشر يعملون من أجل إشباع أطماع جمع المال والجاه ومحاولة التفوق على الآخرين ، وحرم الإنسان من الإسترخاء والتأمل وأجبره على هدر عمره بالعمل؟
وحتى على مستوى الدول أصبحت ( تعمل ) بغية الحصول على القوة والسيطرة من خلال إنتاج وسائل القوة والنفوذ .

هذا ليس عدلا .. العمل معناه : بيع أيام العمر مقابل أجور محددة .. نظام الحياة بهذا شكل مغلوط ، ويؤكد على غياب الرب الخالق والغاية العاقلة من الوجود .. وكذلك على سطوة الطابع الجدي في نظرتنا للحياة ، فالجدية هي من نتاج تضخم خدعة أهمية العقل وتضاؤل جوانب الترفيه والإسترخاء والتحرر من سجن الجدية .
هامش :
كتب الفيلسوف برتراند راسل في مديح الكسل ، وإطلعت على ملخص لفكرته : في ان التفرغ والكسل يتيح التفرغ للإهتمامات الفنية والأدبية والعلمية .. وهو يختلف عما نتحدث عنه في أهمية الكسل بشكل مطلق من دون إنشغالات .

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات