23 ديسمبر، 2024 3:56 م

البُعد الإنساني في مشروع شهيد المحراب

البُعد الإنساني في مشروع شهيد المحراب

الإنسانية؛ هي الواجهة الحقيقية للأخلاق, الممثلة في قمة الوعي الإنساني, تعد الضابطة العملية, والمنظم الديناميكي لسلوك الإنسان, ركز السيد شهيد المحراب؛ على الاهتمام في هذا الموضوع, لان فقدانها يخلق تجافي وفجوة بين الناس جميعاً, ما جعله يولي المهجرين والأسرى والمستضعفين والمظلومين داخل الوطن وخارجه, رعاية منقطعة نظير في حركته السياسية.

بعد استقراره في الجمهورية الإسلامية, كانت بداية الوجبات الثانية, التي قام خلالها نظام صدام, بتسفير العراقيين من أصول أجنبية, أو ممن لم يمتلكوا شهادة الجنسية العراقية, باشر شهيد المحراب بالإشراف على استقبال الأسر المهجرة قسراً, رغم إعدادها التي تصل للآلاف, أسهم بفتح العديد من المخيمات لإيواء المهجرين والمسفرين من العراق, لعدم توفير ابسط وسائل العيش, بسبب تجريد النظام لكل ممتلكاتهم.

قطعاً مخيمات اللجوء وارتفاع إعداد المهجرين, تحتاج لتوفير الوسائل الخدمية, لاسيما المراكز الصحية؛ الجسدية والنفسية لمعالجة الحالات المرضية, للذين اجبروا على ترك أملاكهم وثرواتهم, وإخراجهم من موطنهم بطرق تعسفية, صور من أساليب التهجير غير الإنسانية, لذا بادر السيد الحكيم بتوفير ما يحتاجه أولئك, من رعاية صحية وتعليمية ومعيشية, ومعالجة حالات الاختلاط, بفتح معسكرات للتدريب العسكري, والدفاع المدني والتأهيل الطبي والتربوي.

فيما رعى شهيد المحراب؛ المركز الوثائقي لحقوق الإنسان, الذي أسس من قبل الراحل السيد عبد العزيز الحكيم, لتوثيق جرائم نظام صدام ضد الإنسانية في العراق, ضم المركز أكثر من 30,000 وثيقة, تدين النظام السابق خاصة في القتل والاغتيالات, والتغييب والتعذيب, وتجفيف الاهوار, وجرف المساكن والأراضي, وملاحقة السياسيين, وتوجيه التهم للمعارضين, فكان هذا المركز مصدر مهماً, لدى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.

اللوعة والحرقة والآلام؛ التي يستشعرها كل قريب من شهيد المحراب, كانت دلائل على حمله هموم العراقيين, ليس في إيران فحسب, إنما في داخل الوطن وخارجه, بلندن وسوريا والسعودية, فأخلاق شهيد المحراب؛ كانت حاضرة في إسهاماته الاجتماعية والإنسانية, لرفع الحيف والظلم, وتقليل المعاناة عن العراقيين كافة, لذا تجده يصل على أعماق الجنوب, وأبعد النقاط التي يتواجد فيها العراقيين, للاستماع لمشاكلهم ومعاناتهم.

عندما أقبل النظام على ضرب مدينة حلبجة بالسلاح الكيميائي, وشن حرب إبادة على وسط وجنوب العراق, إعقاب انتفاضة الشعب العراقي عام 1991, وما تلاها من مقابر جماعية, وحصار اقتصادي فرض على شعب أعزل, تجد شهيد المحراب؛ لم يهدى له بال في التفكير, بإيجاد الحلول والمعالجات, لتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين والمنكوبين, كانت جريمة تجفيف الاهوار, من أفضح الجرائم التي ارتكبها النظام.

لذا تجد إن البُعد الإنساني, حاضر في مشروع شهيد المحراب, من خلال فتح المؤسسات التي تعنى بذلك, وتقديم المستلزمات الضروري لتخفيف ما أصاب العراقيين, جراء عنجهية النظام الدكتاتوري, ووضع الخطط والبرامج, التي تساهم في إبراز مظلومية الشعب الجريح, فالأخلاق السامية؛ هي من ترسم للعاملين معه المسارات الموضوعية, لفهم حركته الإنسانية.