18 أكتوبر، 2024 8:22 ص
Search
Close this search box.

البَرلَماني العراقي يتَوَسَّل الجماهير ويَعّمَل ضِدَّها !‎

البَرلَماني العراقي يتَوَسَّل الجماهير ويَعّمَل ضِدَّها !‎

عقود من الزمن مَرت على العراق وهو يعاني من تداعيات أنظمة الحكم التي تشكلت فيه وكأنه البلد الوحيد في العالم الذي كُتِب عليه أن يعيش المعاناة دون غيره .

شعب عاشَ على مدى العقود الماضية منهكاً نتيجة لعبث الأنظمة في مقدراته !

أنظمة عبثية مخادعة لاتفكر بالشعب أِلا عندما تُشعِل حرباً هنا ونزاعاً هناك فهي تَستَغِل سذاجته ليكون وقوداً مجانياً لتلك الحروب والنزاعات وما أكثرها في العراق حتى باتت مساحات المقابر وأتساعها فيه تتجاوز المعقول وغير المعقول !

لانعرف طبيعة الأنظمة التي ابتُليَ العراق بها . فهي رغم ادعائها بالجمهورية كانت ولازالت تعمل بدكتاتورية مقيتة تصنع لها رموزاً لتجعل منها أصناماً كما هُبَل تُمَجِدها على انها ضرورات وطنية رغم ابتعادها عن الوطن والمواطن وانشغالها بمصالح الحاكم ( الرمز ) . وعلى هذه الشاكلة المقرفة سارت أمور البلد . الحاكم ينفرد في كل شيء . والثروات تكون تحت تصرفه والثراء يكون له ولعائلته والمقربين منه بينما باقي الشعب يعيش التقنين و معاناة تأمين لقمة العيش وتطبق بحقه قوانين صارمة دون أن يجد جهة تدافع عنه وتؤَمن له أبسط مقومات حقوق الأنسان . والمواطن العراقي يتعرض لرقابة شديدة تفرضها اجهزة أمنية ومخابراتية تتلاعب بحياته لتحوله الى ضحية فقدت كل مقومات الكرامة !

وعلى مدى العقود الماضية كان ولايزال القانون خاضع لمن هو أقوى نتيجة للمحسوبية وعنجهية الأنظمة التي تدافع عن ذوي الكروش وترفع من شأن ذوي العروش وتمنع القانون من أَن ينَفَذ بحقهم بينما هي تنتهك حقوق بقية ابناء الشعب . !

المؤسسات البرلمانية في العراق قبل العام 2003 وخلال المدة التي حكم فيها البعث كانت شكلية دعائية وقد أطلق عليها بالمجلس الوطني وقد شُكِلَ ليكون مؤيداً لما يتخذه الحاكم من قرارات وقوانين والأيجابية الوحيدة في ذلك المجلس الوطني هي في شروط الترشيح فهي رغم اقتصارها على الحزب الحاكم آنذاك لكنها كانت تمنع التجار والمقاولين أو العاملين في التجارة من الترشح وتلك حالة تعكس الأهتمام بتشخيص الداء قبل وقوعه حيث كانت قناعة المشرع العراقي على ان أهتمام المشتغلين بالتجارة مادياً يجعلهم بعيدين عن العمل البرلماني .

وتتواصل معاناة العراق بعد الأحتلال الأمريكي عام 2003 . وينخدع الشعب العراقي على ان الأمريكي ومن جاء معه راكباً على حماره قد أسقطوا نظاماً دكتاتورياً من اجل انقاذ الشعب العراقي وتخليصه من واقع فَرَضَه الحزب الواحد . وتشكلت جمعية مرتبطة بالحاكم الأمريكي بول بريمر سميت بالجمعية الوطنية ولم يتضح من عملها شيء يعكس الوطنية بل كان ولائها للأمريكي أكثر من ولائها للوطن ونتيجة لذلك أشرفت على سَن دستور ملغوم بالكوارث والمشاكل و قوانين كارثية وطائفية أسست للأحتقان في الشارع وجعلت العراق يَغلي بالأحقاد والضغائن فضلاً عن أشرافها على حل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية ليصبح العراق في مهب الريح خالي من مؤسسة تدافع عنه وتحمي سيادته ولتشتعل الصراعات الداخلية من اجل تقسيم المغانم بين الأحزاب التي جائت مع المحتل ولتبدأ مرحلة جديدة من التدمير الممنهج لمقومات الدولة ولتنتعش المحاصصة الطائفية والحقد وليشتد الأنتقام من العراق والعراقيين وليتم ضرب الصناعة وتحويل جميع المصانع العراقية الى ركام والمكائن الصناعية الى خردة ومعها حملة أجرامية أستهدفت الخبرة العراقية من خلال التصفيات الجسدية للعديد من العلماء من تمكن من الهروب كما شنت حملة لتصفية القيادات العسكرية الوطنية وبخاصة الطيارون العراقيون !وبنفس القوة الحاقدة تم تدمير باقي قطاعات المجتمع كالزراعة والصحة والتعليم والتربية وليصبح العراق مستورداً لكل شيء . !

وبعد أكثر من 13 عام على احتلال العراق نجد ان جميع المؤسسات التي تشكلت ليس فيها مايخدم البلد ومنها البرلمان فهو مؤسسة تعتمد أشخاص يتوسلون المواطن من اجل الحصول على صوته ويكذبون ليل نهار ويمارسون عمليات النصب والخداع للوصول الى الهدف المنشود وهو مقعد برلماني فيه امتيازات للنهب والسلب فضلاً عن رواتب وحمايات خاصة وأبراج وقصور يمارس فيها البرلماني سياسات الولاء للحزب والكتلة والتآمر على البلد حتى وصلنا الى ضياع الحاضر والمستقبل …

وبالرغم من كل الذي جرى ويجري من تدهور للواقع العراقي نجد أن العديد من أعضاء البرلمان وهم مستمرون في خداع الناس والدفاع عن رئيس حكومة فشل في كل شيء ورئيس حكومة آخر ضعيف الى حد النخاع فهو لن يجرؤ على محاسبة اي فاسد بينما يزيد من الظلم على بسطاء الناس ويفرض عليهم الضرائب وقطع الرواتب وكأنه يستكمل عمليات النهب المنظم لثروات البلد التي مارستها حكومتي المالكي . حتى اليوم بعض اعضاء البرلمان يدعون ان لاوجود لدليل على فساد حكومة المالكي ويدافعون عنه مثل تبنيهم فكرة ان العبادي جاد في الأصلاحات . لكل هؤلاء نقول انكم لاتعيشون الواقع العراقي المر بل ان حياتكم الجديدة بعد الشتات مداها ينحسر بين الملاهي والمطارات والمنطقة الغبراء فتباً لكم وأنتم تعطون تعريفاً جديداً للبرلماني العراقي وكأنكم تقولون . هو الذي يتوسل الجماهير ويعمل ضدها ً فتباً لكل منافق فهو يَخلف ويَخون .وأكثركم ناكث للعهد وحانث في اليمين .

[email protected]

أحدث المقالات