بدء العام الدراسي الجديد باستقبال ما يقرب من 7 ملايين تلميذ في مدارسه ويواجه المسؤولون عن العملية التربوية والتلاميذ وذووهم تحديات كبيرة ومشكلات غاية في الصعوبة جراء التدهور المستمر في التعليم.
نحاول اليوم ان نسلط الضوء على واحدة من العلاقات المهمة التي تعاني من مشكلات حادة واهمال في الكثير من مدارسنا وهي العلاقة بين البيت والمدرسة.
ان كل الاستراتيجيات التربوية تهدف في نهاية المطاف الى خلق جيل واع ومنظم قادر على مواجهة اعباء الحياة وتطويعها لخدمته، ويلعب المحيط الاجتماعي والتربوي والبيت الى جانب المدرسة دوراً حاسماً في تكوين معالم شخصية التلميذ فالعلاقة المتوازنة بين البيت والمدرسة تؤدي الى النمو المتوازن والصحيح للملاكات الانفعالية والعقلية والصحية والاجتماعية للتلميذ.الاتصال بين المدرسة والبيت يكون عن طريقين يتحمل مسؤولية المواظبة عليهما كلا طرفي العلاقة فالاهل يمكن ان يكون اتصالهم مباشرة مع الادارات والاسر التعليمية لمتابعة ابنائهم والتعاون على تذليل الصعاب التي تواجه التلميذ وتضمن حصوله على التعليم والتحصيل الجيد.اما الطريق الاخر عن طريق الاسهام في مجالس الاباء والمعلمين والتفاعل معها والحضور الى اجتماعاتها الجماعية او العمل في لجانها فهي من الوسائل المجربة لتحسين مستويات التلاميذ العلمية وتطوير شخصياتهم وتجاوز سلبياتهم وزيادة اندفاعهم على التعليم.هذا الاتصال المستمر يعمل على تنمية القدرات ويؤثر في حياتهم المقبلة ويحسن السلوك في حاضر حياتهم اليومية، لذلك وجب على الاهل التعرف على التطور الانمائي لابنائهم، فالعوامل المحيطة بالمدرسة والتلاميذ تلعب دورها في توجيه نضج التلاميذ على مختلف المستويات العلمية والحياتية.هناك مهارات يتعلمها التلاميذ من خلال التعاون والمتابعة بين المدرسة والبيت، فالتعلم لا يقتصر على معرفة القراءة والكتابة واستظهار المنهج المقرر، وانما السلوك القويم والصحيح الذي يكون هذه الشخصيات ويجعل منهم نافعين لانفسهم ومجتمعهم في قادم السنينان هذه المهمة ليست تلقائية أي تتحقق بصورة طبيعية من قبل المعلم وانما علينا تهيئة الفرص لتنفيذ البرامج الموضوعة لهذا الغرض والتي تمتد الى خارج المدرسة للحصول الخبرة والنضج التي ينبغي ان تتماشى مع التحصيل للمعلومات المدرسية.ان العلاقة الجيدة بين البيت والمدرسة مسألة مهمة في العملية التربوية والتعليمية لما لها من تأثير ايجابي في تذليل وحل الصعوبات التي قد يتعرض لها البعض في النواحي التعليمية.
للاسف هذه العلاقة ليست على ما يرام في كثير من المدارس ولا تحظى الا بالمتابعة الشكلية من الاشراف التربوي، اذ تعقد اجتماعات محدودة لمرة واحدة او مرتين في العام لمجالس الاباء والمعلمين وعبارة عن اسقاط فرض ليس الا ولا تبحث فيها العملية التربوية بشكل جدي لا تتم التهيئة لها بصورة جيدة، وبالتالي حتى اكثرية اولياءالتلاميذ يعزفون عن حضورها لانعدام الفائدة المرجوة منها او تستغل في غير اغراضها كجمع التبرعات او الاحاديث عن مواضيع لا علاقة لها بالعملية التربوية.
اما الطريق الاخر، الاتصال المباشر، فهو في اغلب الاحيان يكون عندما تحصل مشكلة للتلميذ في محاولة لحلها ويتعرض احيانا اولياء الامور للتقريع ولا توضع الخطط المحددة لمعالجة نواحي الضعف لدى التلميذ او معالجة المشكلة، ويتعرض الاولياء الى التأييسس من اولادهم ذوي التعلم البطيء او المتخلفين عن اقرائهم.
ان علاقة متطورة وحسنة بين البيت والمدرسة تسهم بشكل فعال في تطوير المستوى العلمي والسلوكي للتلاميذ واثبتت الدراسات والبحوث العلمية فائدتها وضرورتها للعملية التربوية في المدرسة والمجتمع