2 نوفمبر، 2024 10:41 م
Search
Close this search box.

البيت الشيعي والمواطنة

البيت الشيعي والمواطنة

صحيفة لوريون لوجور الفرنسية في تقريرها يوم الثلاثاء المصادف 21/11/2017 تقول هل أن الشيعة بقياداتهم ( السستانية الصدرية ) ينأون بالعراق بعيداً عن النفوذ الأيراني المتعاظم بعد (2003 ) . وقد لمسنا هذا التوجه من خلال خطبة السيد الصدر الأخيرة من أنه سيدعم العبادي للانتخابات القادمة ( لولاية ثانية لاثالثة ) . وليس بعيداً بل متوازناً في تعاطيه .
هذا المنعطف له جذورة التاريخية لعراقية بالتمسك بالمرجعية العليا للتشيع في النجف المسماة بفاتيكان الشيعة ، حتى ولو كان المرجع الأعلى ليس عراقي الجنسية . بل السبب الذي اضاف لهذا التمسك بمرجعية النجف هو مدرسة ولاية الفقية الأيرانية الأبعاد أولاً وفقها ليس عريقاً في التراث الشيعي ، الذي حالت دونه اسباب تتعلق بطبيعة التشيع ذات الروحانية المتميزة كما أن اشكالية العلاقة مع السلطان لم تكن نموذجية فهي أما يكون المرجع مجرد فقيه عند السلطان أو مهيمن على السلطان وهذه الحالات لها بحوث مؤيدة ومدافعة ومضادة لسنا بصددها .
ولكن النتائج العملية هي من افرزت الخيطين الابيض والاسود فتجاربنا في العالم الاسلامي عموماً غير مشجعة .
ولذلك يبقى مذهب آل بيت الرسول (ص) هو النموذج والقدوة في وضع الدين بعيداً عن مشاكل السياسة وملوثاتها
فالتجربة الصفوية أو العثمانية كانت ولازالت هي المهيمنة على التيارات الاسلامية بشكل أو بأخر وافرزت الكثير من ممارسات لاتخرج من اطر الدينا ومستلزماتها العملية وليست العبادية فالوهابية لمسنا اثرها واضحاً كخلفية فكرية لداعش والقاعدة وبالنسبة للتشيع كانت النسخة الأيرانية ناجحة قياساً للوهابية حكماً أو حركات فهل طبيعة الجغرافية أم التأريخ كانت سبباً ؟ ربما . ولكن التمدد الأقليمي وكأننا في صراع السلاجقة والبويهين أو الصفويين والعثمانين متخدين من تراثهم مرشداً هذا هو ما لايمكن اعتماده ونتائجه كانت كارثية رغم أن الذود عن الطائفة كان بائساً الا أن الشماعة الاسرائيلة وطرق التفاعل معها كان وراء هذا التمدد أو الانكماش أو الانحياز .
فالنفوذ الأيراني كان من يقوم فيه بالعراق ليس التدخل المباشر بل اكتفوا من خلال أدوات مذهبية سياسية بدعوى حماية المذهب العابر للحدود . ولمسنا صور وملصقات وشخصيات ايرانية . ويشاع أنهم أي الايرانين يسعون إلى مابعد السستاني اطال الله عمره بفقية ايراني الولاء / ( ولاية الفقيه ) . وهذا عملياً غير ممكن لان التقليد العراقي ( متعدد موحد ) عموماً وما مجتهد ولاية الفقيه الامجرد عضو في التعددية ثم أن مقلديه لايشكلون اغلبية عراقياً وبهذا لايصلح كاداة نفوذ فاعلة . ولكن هناك من يقول لولا التدخل الايراني لدخلت داعش بغداد ، وهذا ليس مطلق فالمقاتلين عراقين أولاً هم من حسم الأمر بأمر وفتوى ( الجهاد الكفائى ) . ولكن لايمكن انكار الدعم الايراني بنفس الوقت لاتنكر ايران خطورة داعش في بغداد أو ديالى على امنها القومي. من هنا يمكن للتشيع أن يلتقي كمصالح كل من موقعه وبلده وبذلك تذوب الهيمنة بسبب العامل الجغرافي أو السياسي أو العسكري كما أن مصالح أي من البلدين يجب أن تنظر من خارج عامل الهيمنة الفقهية فهذا شأن داخلي حتى ماتم المس به أصبح العمل السياسي فيه من الشوائب التي يستثمرها الراصد العربي أو الغربي . فالعراق عربياً باغلبية وهذا عامل اساس في رسم السياسات كما أنه اسلامياً كما ذكر في الدستور .
لذلك كانت مواقف السيد الصدر في هذا السياق الذي يتدارك التدهور ، الذي جعل من اسرائيل ليس العدو الأول هذا ما وقف امامه الصدر ذائدا عن العرب والمسلمين.
وهذا لم يجد المسانده عربياً كما جسدته الجامعة العربية مؤخراً . وهنا ممكن الخطر . فاسرائيل تتوسع ولم تحسم أي ملف حيوي رغم المبادرة العربية التي مضى عليها أكثر من عقد الواعدة بالاعتراف اسرائيل ( مبادرة الامير عبد الله ) كما سميت عربياً .
ولكن هذه الصراعات لاتعني العراق مباشرة وهم مثخن بحراجة القديمة والجديدة . فليس معقولاً أن يكون طرفاً أو ساحة تصفية . وفق أي منطق للاولويات السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية .
ولذلك لابد من تشذيب من اراد أن يكون طرفاً سواء كان ( سعوديا / عراقياً ( أو ايرانياً / عراقياً ) . المعيار للوطنية هي لعق جراحنا وتنظيفها وتضميدها لأنها تمتد من الهامة إلى اخمص القدم وعراقياً ( اللي بنية مكفينة ) . أما من تورط لاسباب الفساد فهو الان في الواجهة والمواجهة فهو العدو رقم واحد والعتب على الجيران فقط لازال هو سيد الموقف ، عليهم التعاون مع العراق لان هؤلاء الفاسدين دمروا سمعة اسيادهم وحطموا اقتصاد واخلاق العراق . واحتضانهم بات لا يشرف الحاضنين
من هنا نأمل بخطوات حكمية اعمق من أهل الشأن العراقي بتفعيل القانون بحدوده الدينا والعليا وبالعدالة حسب الشرع والقانون والعدالة الانتقالية بمساندة الأغلبية الصامتة والناطقة في العراق واهل المهاجر الذين تصلنا ندأات أغلبهم .
عراق ياعراق الذي سمع صوته القاصي والداني أنه فعلاً عنقاء الزمن والمكان ، وستبقى النجف شامخة لتتحول مركز اسلامي مشع بفكر وتقيه آل البيت ويكون جانبها الروحي والايماني الموجه النجف الأكثر استعداد للتحديد وليكون البيت الشيعي هو اسلامياً أولاً ومصداقاً لمقولة الامام السسيتاني السنة أنفسنا ، وتوجهات السيد صدر العراقية والعربية بعيداً عن المحاور الطائفية ، وانسجاماً مع المصالح الحقيقية لاغلبية الامتين ا الاسلامية والعربية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات