20 مايو، 2024 1:11 ص
Search
Close this search box.

البيت الشيعي . . والبيت العراقي 

Facebook
Twitter
LinkedIn

في تصريح له امام احدى الفضائيات ، قال الشيخ حميد معلة القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى بان المشكلة التي يعانون منها هي عدم وجود كتلة سنية موحدة يمكن التفاوض معها .  .   وهذا يعني ان هناك اصرارا على بناء العملية السياسية وفق التقسيمات المذهبية   .   واذا ما رجعنا قليلا الى الوراء لوجدنا التحالف الشيعي الكوردي   ،   الذي سرعان ما انفصمت عراه بعد تسنم السيد المالكي لمنصب رئاسة الوزراء ،  واستئثاره   بالحكم مع اعضاء حزب الدعوة   .   فتمت القطيعة بين الحكومة والكورد 
لقد تم تقسيم الاحزاب والتكتلات السياسية على وفق الطوائف   .   فسمي التحالف الوطني بالبيت الشيعي يقابله اتحاد القوى الذي يمثل البيت السني ، ومن المؤكد ان التحالف الكوردستاني يمثل البيت الكوردي  .  .  ويلاحظ ان هذه التقسيمات والبيوتات اعدت سلفا لاغراض انتخابية ،  وذلك لتحشيد ابناء كل طائفة باتجاه البيت الذي اسسوه بحجة حماية المذهب والدفاع عنه  . .  اما البرامج المطروحة فلم يتم تنفيذ اي جزءمنها             ما ان تنتهي الانتخابات حتى يتشكل بيت الفساد ، الذي يساهم فيه جميع المشاركين في العملية السياسية ويستوي في ذلك البيت الشيعي والبيت السني والكوردي .  ففي بيت الفساد هذا لا توجد طوائف ولا قوميات .   .  خذ   وهات . .  هذا هو المبدا المعتمد في العراق منذ ثلاثة عشر عاما الى يومنا هذا  . .  ولا  احد كان يسأل ،  او سأل  الان  اين هو بيت العراق  . . هذا البيت الذي يجمع كل اولئك المساكين والمغلوبين على امرهم الذين عمروا البيوت الطائفية  في بداية الانتخابات ولم يجدوا بعد ذلك بيتا يأويهم          

  لقد تصدعت التحالفات الطائفية والاثنية جميعا ، لانعدام الاسس الموضوعية لها .  .  ونتيجة لهذا التصدع جرت محاولات لاعادة ترميم البيت الشيعي الآيل للسقوط ،اسوة ببقية البيوتات ،  فطرحت مشاريع مثل مأسسة التحالف الوطني او تشكيل كتلة الحشد الشعبي التي ضمت التيار الصدري المتمرد ايضا . . وذلك لاعداد واجهة جديدة للبيت الشيعي  والانتقال من التحالف الوطني الى تحالف الحشد الشعبي ،  ليعيدوا انتاج نفس العملية السياسية الفاشلة المستندة على بيوت واهية كبيت العنكبوت 
            اذا ما نجح البيت الشيعي في حث الاخرين على انشاء بيوت طائفية وقومية مقابلة ،  فأنه فشل في صناعة فكر سياسي قادر على ادارة الدولة ،  وقد ادى ذلك الى انهيار الادارة العلمية للدولة  نتيجة المحاصصة الطائفية والاثنية وفساد المشاركين فيها
             يخطئ من يظن ان الاحزاب والكتل الشيعية والسنية الحاكمة في العراق ستبقى على راس السلطة .  لان بناء الدولة الحديثة يعتمد اساسا على الشعب بكل طوائفه وقومياته .  لا ان يستند على بيوتات طائفية مغلقة 
               اذا اراد التحالف الوطني الحفاظ على العراق كدولة واحدة ،  فعليه التخلي عن مفهوم البيت الشيعي اولا .  وان يرفض كل دعوة لبيوت مشابهة لكونه القائد الفعلي للسلطة في العراق .  وبعكسه سيكون لكل بيت من هذه البيوتات الطائفية والاثنية المصطنعة ارضا واقليما   .   .   ولا يدعي احدا بعد ذلك حرصه على عراق واحد موحد   ،    لان الايمان  بدولة واحدة يتطلب منا ان نتقبل الاخر ،  ونكرس التعايش المشترك لكل الطوائف والقوميات مستندين في ذلك على مبدأ المواطنة ،  الذي يرفض التخندقات الطائفية والقومية تحت اي مسمى كان .   

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب